يوما بعد يوم تثبت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى أن سعيها للمشاركة في الانتخابات وحرصها على دخول البرلمان، لم يكن اعترافا بالواقع الذي فرضته ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي، ويظهر ذلك من خلال لاءاتها الكثيرة، فبعد رفضها دعوة رئيس الجمهورية، أكدت عبير موسى أمس الثلاثاء رفضها دعوة رئيس الحكومة المُكلف الحبيب الجملي للمشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة. وأفادت موسي خلال حضورها في برنامج “بوليتيكا” على “الجوهرة أف أم” بأنها قد تلقت مكالمة هاتفية من كتابة الحكومة، وأوضحت أنها ترفض رفضا قاطعا المشاركة في هذه المشاورات، كما أن الحزب لن يصوت للحكومة وأردفت موسي: “نحن كنا واضحين مع ناخبينا وقلنا لهم منذ البداية إذا لم نتحصل على الأغلبية فلن نشكل حكومة تشارك فيها النهضة وسنصطف في المعارضة”. وسخر أحد المدونين من تمسك عبير موسي بعزلتها السياسية قائلاً “عبير موسي ترفض دعوة رئيس الجمهورية ترفض قراءة الفاتحة ترفض مناداة الغنوشي بسيدي الرئيس ترفض مقابلة رئيس الحكومة مدرسة المشاغبين متع بن علي.” وقبل ذلك قررت عبير موسى عدم الاستجابة للدعوة التي وجهها لها رئيس الجمهورية قيس سعيد لعقد لقاء بقصر قرطاج، مشيرة إلى أن حزبها لم يقبل الدعوة، ما لم تتوضح الرؤية بخصوص عدد من المبادئ والمواقف السياسية للرئيس ومدى تطابقها مع رؤية الحزب للمشهد السياسي، مؤكدة “أنه لا يمكن قبول الدعوة قبل أن يتشكل الفريق الذي سيعمل مع رئيس الجمهورية”. وقبل أيام رفضت عبير موسي قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في فلسطين، ويأتي ذلك بعد أن دعا رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي النواب لقراءة الفاتحة ترحما على شهداء غزة وذلك إثر انعقاد أول جلسة عامة لمجلس نواب الشعب، إلا أن عبير موسي كانت الوحيدة التي لم تقرأ الفاتحة ترحما عليهم. وسبق لعبير موسي أن اكدت أنها لا تعترف بدستور 2014 وبكلّ المؤسسات المنبثقة عنه، حتى أنها رفضت أداء اليمين الجماعي في الجلسة الافتتاحية للبرلمان، لتتداركها لاحقا، بعد أن نبّهها رئيس المجلس راشد الغنوشي إلى أنها لن تتمتع بصفة نائب مباشر، إن لم تؤدّ اليمين.