استفاقت تونس صباح أمس على فاجعة حادث انقلاب حافلة سياحية في عين السنوسي بمعتمدية عمدون من ولاية باجة كانت تقلّ طلبة في رحلة ترفيهية. وأسفر الحادث عن وفاة 26 شخصا وإصابة 18 آخرين منهم حوالي 10 في حالة حرجة بينما غادر اثنان من المصابين المستشفى إثر استقرار حالتهما الصحّية. حادثة أليمة تشهدها تونس جرّاء تحالف التضاريس الوعرة وتقصير الدولة التي عادة ما تنتظر مثل هذه الكوارث لتعلن إجراءات أغلبها يبقى حبرا على الورق والبعض الآخر تقتنصه منظومة الفساد. وزارة التجهيز، سارعت إلى نفي التقصير عنها وأكّدت في بيان أن الطريق الوطنية رقم 11 بعين السنوسي بمعتمدية عمدون من ولاية باجة أين جد حادث المرور يوم أمس، هو طريق معبد بالخرسانة الاسفلتية ويبلغ عرضه أكثر من 7.5 م ويصل بالمنعرجات إلى أكثر من 9 أمتار. كما أكدت أن الطريق مجهز بعديد العلامات العمودية اللازمة للإعلام وتنبيه مستعملي الطريق خاصة بوجود منعرجات ومنحدرات خطيرة وعلامات تحديد السرعة وعلامات تحذير من المجاوزة. وقال وزير التجهيز نور الدين السالمي في تدخّل إذاعي إنّ وزارة التجهيز لا تتحمّل المسؤولية في هذا الحادث وإنّه سيفتح تحقيقا في الموضوع مؤكّدا أن المعطيات الأوّلية تؤكّد أن السبب في الحادث يعود إلى تجاوز السرعة كما أن هنالك بعض الفرامل لا تعمل. وأضاف السالمي “أن العديد من الجهات على غرار الشمال الغربي وقع تهميشها على مستوى البنية التحتية، معتبرا أنها “حقيقة لا يختلف حولها اثنان”. وأفاد السالمي أن الشمال الغربي يضم منعرجات وتضاريس صعبة وبنية تحتية مهمشة، متابعا ”هذا مصاب جلل.. مصيبة كبيرة وكارثة في تاريخ تونس.. لنكن صادقين مع الأسف الشمال الغربي مهمّش في البنية التحتية ونحن نتحمل المسؤولية كاملة”. وأعلن وزير التّجهيز أنّه أذن بالانطلاق في دراسة عاجلة لإقامة جسر في منطقة عين السّنوسي من معتمدية عمدون من ولاية باجة التّي شهدت وفاة 26 شابا وشابة إثر انقلاب الحافلة التي كانت تقلّهم في رحلة ترفيهية. وقال الوزير إنّ المعطيات الأوليّة تفيد بأنّ الجسر سيكلّف الدّولة مائتي مليار. من جانبه قال رئيس الجمهورية قيس سعيد إنّ قضية الحادث في عمدون أعمق من مجرد إعلان حداد متابعا: “يجب الكشف عن الأسباب كي لا تتكرر الحوادث ونفقد مزيدا من الارواح”. وأضاف قيس سعيد: “الحداد سينتهي لكن الأسباب التي أدت إلى ذلك الحادث المؤلم لن تنتهي مادام لم نتخذ القرارات اللازمة لمواجهتها”. تجدر الإشارة إلى أنّ الكاتب العام للجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة ظافر اللّطيف قدّ أكّد أنّ الحافلة التي وقعت في واد في منطقة عين السنوسي من معتمدية عمدون ليست منخرطة بالجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة. وأوضح أنّ الوكالة المعنية قامت باقتناء الحافلة المنكوبة من وكالة أسفار أخرى، مشيرا إلى تقادمها. ودعا اللطيف إلى إعادة النظر في تنظيم الرحلات وأخذ التراخيص اللازمة.