تشير الأرقام إلى كثرة حالات التحرش الجنسي بالأطفال في تونس، وهي حالات باتت متواترة. وعادة ما يذهب الكثيرون إلى الظن أن أصحاب هذه الأفعال ينتمون للطبقات الهشة والفقيرة والمنقطعين عن التعليم، إلاّ أنّ الكثير من الحالات كشفت أنّ بعض الأطفال الذي يرسلهم أولياؤهم لتقلي التعليم يتعرضون لتحرش جنسي من أساتذتهم، وهو ما كشفه الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس مراد التركي، الذي تحدث صباح اليوم عن قضايا تتعلق بتحرش أستاذين ب25 تلميذة بالجهة. وأفاد التركي في تصريح لموزاييك اليوم الخميس بأن مندوب حماية الطفولة بصفاقس تلقى في موفى نوفمبر 2019 إشعارا يفيد بوجود شبهة في ارتكاب جريمة تحرّش جنسي صادرة عن أستاذ بمعهد ثانوي تجاه 9 تلميذات تتراوح أعمارهن بين 15 و18 سنة ذكرن أنهن تعرضن إلى التفوه بعبارات تضمنت إيحاءات جنسية وكذلك ”اللمس بما يخدش الحياء”. وقد تولى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 إحالة التقارير الواردة من مندوب حماية الطفولة على الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بصفاقس الجنوبية، وقد استمع مندوب حماية الطفولة إلى المتضررات بحضور أخصائية نفسية في التربية. كما كشف الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس أن مندوب حماية الطفولة بصفاقس تلقى كذلك إشعارا آخر بتاريخ 6 ديسمبر الجاري يتعلق بوجود شبهة تحرش أستاذ بمدرسة إعدادية بصفاقس ب16 تلميذة أعمارهن بين 13 و14 سنة، وتولى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 1 إحالة التقارير الواردة عليه إلى الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضدّ المرأة والطفل بصفاقسالمدينة. ولم تكن هذه الواقعة الأولى التي شهدتها ولاية صفاقس، حيث وقع الكشف قبل أشهر عن قيام معلم بالتحرش ب20 طالباً وطالبة، في واقعة شهيرة هزت الشارع التونسي وأثارت جدلا واسعا . يذكر أن دراسة أجرتها وزارة التنمية والتعاون الدولي بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونيسيف” كشفت أن أكثر من 90 بالمائة من أطفال تونس يتعرضون لأشكال متعددة من العنف منها العنف المعنوي والعنف الجسدي والعمل الإجباري والاستغلال الجنسي، على الرغم من وجود قوانين تضمن حقوق الطفولة وتمنع ممارسة أي شكل من أشكال العنف ضدها.