إزالة صورة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة من قصر قرطاج، إعلان قيس سعيد عن مبادرة سياسية جديدة تتعلق بمشاورات تشكيل الحكومة وغيرها من الإشاعات التي تعلقت بقصر قرطاج الأسبوع الماضي وأحدثت جدلا واسعا، ما جعل الكثيرين يتساءلون حول أسبابها والجهات المسؤولة عن ترويجها، فيما عاب آخرون الفراغ الاتصالي لمؤسسة رئاسة الجمهورية التي تتواصل مع المواطنين عبر صفحة تكاد تكون مجمدّة من فرط الفراغ الاتصالي. وكانت وسائل إعلام تحدثت عن خطاب جديد للرئيس قيس سعيد، بمناسبة إحياء ميلاد الثورة سيعلن فيه عن مبادرة سياسية تتعلق بمسار تشكيل حكومة الحبيب الجملي، مشيرة إلى أنه سيحمّل الأحزاب السياسية مسؤولية تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة. كما تناقلت صفحات اجتماعية شائعات تؤكد «إزالة» صورة الرئيس الأسبق، الحبيب بورقيبة، من قصر قرطاج. إلا أن رشيدة النيفر، المستشارة الإعلامي، نفت هذه الأخبار، مشيرة إلى أن سعيد “هو الضامن لاحترام الدستور ومؤتمن على تطبيق القانون”. كما أكدت أن “صور الحبيب بورقيبة وتماثيله موجودة في مكانها وفي مختلف قاعات وأروقة قصر قرطاج”. وعلق المحلل السياسي بولبابه سالم على الإشاعات التي استهدفت الأيام الفارطة قصر قرطاج بالقول”إن السطحيين وأبواق مراكز النفوذ تسعى إلى إشغال الرئيس قيس سعيد بقضايا تافهة وثانوية فهي تخلق الإشاعة وتنشرها وتعلن النفير العام الفيسبوكي للنظام القديم مثلما حدث مع إشاعة إزالة صور الزعيم الحبيب بورقيبة من قصر قرطاج، ثم تأتي الردود البافلوفية الحاقدة من أعداء بورقيبة لاستعادة معركة الاستقطاب وهذا هو الهدف من نشر الإشاعة..” وأضاف بولبابه سالم في تدوينة نشرها على “الفايسبوك” أن هؤلاء سيواصلون سياسة إثارة الإشاعات بعد خسارتهم لقصر قرطاج. وأشار إلى أن صور بورقيبة أزالها بن علي ورماها في غرفة بالقصر ثم أعادها الرئيس المنصف المرزوقي . في المقابل يعزو مراقبون انتشار الأخبار المضللة، خصوصا تلك المتعلقة بقصر قرطاج وقيس سعيد إلى العزلة الاتصالية المحيطة بالقصر ما شكل أرضية خصبة لإنتاج الإشاعات وترويجها، مقابل ركود الصفحة الرسمية لرئيس الجمهورية والتي لا تنشر سوى النشاط الرئاسي البروتوكولي لرئيس الجمهورية قيس سعيد . ولاحظ الإعلامي والناشط السياسي برهان بسيس أن بعض الجهات استغلت الاتصالي الواضح في عمل رئيس الجمهورية لتخترع كلّ مرة إشاعة. وأضاف بسيس في تدوينة نشهرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “المشكلة أنّ وسائل إعلام ومواقع إعلامية مصدقة بالفعل أن يوجد مصدر خفي في رئاسة الجمهورية أعلن أن رئيس الدولة ييلقي خطابا يوم 17 ديسمبر ويتقدم بمبادرة سياسية… نفس هذه المواقع صدّقت أنّ زوجة رئيس الدولة لها حساب انستغرام وأعلنت أنّ زوجها سيعلن عن مبادرة”. يذكر أنّ إذاعة موزاييك نشرت قبل أيام خبرا مفاده اعتزام رئيس الجمهورية الإعلان عن مبادرة سياسية يوم 17 ديسمبر تعبيرا منه عن عدم رضاه عن مسار تشكيل الحكومة، واعتبرت موزاييك أن الخبر من مصادر موثوقة مقرّبة من رئيس الجمهورية.