أثار استقبال رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق للهادي الحويج وزير الخارجيّة والتعاون الدولي بالحكومة اللّيبية المؤقتة (حكومة طبرق الموالية للمشير خليفة حفتر)، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون بايّ صفة وبأي صلاحيات يستقبل محسن مرزوق وزير خارجية حكومة غير معترف بها دوليّا، في تجاوز واضح للمؤسسات الرسمية للّدولة. وقال علي حامدي معلقا على الصورة: “أي نص .. لا يعبر عن الخيانة والنذالة لكليهما… لا أهلا ولا مرحبا بالخائن والمنقلب وقاتل أبناء عمومته.. بأسلحة الدويلة العبرية وبجيش المرتزقة”. واعتبر آخرون أن محسن مرزوق يتلاعب بالأمن القومي عبر استقباله للهادي حويج وزير حكومة طبرق المنبثقة عن المجلس النيابي الليبي والموالية للمشير خليفة حفتر وغير المعترف بها دوليا، فيما تساءل آخرون عن الصفة القانونية الي تخول لمحسن مرزوق استقبال احد اطراف النّزاع في ليبيا، خاصة وأن السلطات في تونس أعلنت عن موقفها المحايد من الأزمة الليبية. وكتب أحدهم: ” بسبب إنشغال حكومة تصريف الأعمال وانشغال مجلس النواب والأحزاب بتشكيل الحكومة الجديدة.. محسن مرزوق يتلاعب بالأمن القومي التونسي بالمكشوف.. بالدليل وليس بالتحليل والتبهبير.. محسن مرزوق السياسي المشبوه صاحب الأمن الموازي والغرف السريةوالمخابرات الموازية والحكومة الموازية ومجلس النواب الموازي في تونس بشحمه ولحمه يستقبل أحد أفراد ميليشيات السفاح حفتر ويسميه. وزير خارجية حكومة ليبيا. أمام أعين السلاطات التونسية وأمام الرأي العام التونسي بكل وقاحة وقلة مسؤولية!” تعليقات كثيرة ادانت هذا الاستقبال غير القانوني والذي يتجاوز السلطات الرسمية في تونس. واستقبل رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق اول امس الاثنين الحويج وزير الخارجيّة والتعاون الدولي بالحكومة اللّيبية المؤقتة (حكومة طبرق). وأكّد مرزوق حسبما نشرته صفحته الرسمية أنّ كافّة القوى الوطنيّة التونسيّة الحيّة ترفض التدخل العسكري الأجنبي بليبيا وتأمل في أن يعمّ السلام في كافة أنحاء ليبيا الشقيقة وأن يدحر الإرهاب وتتغلّب الحلول السياسية على سواها، مشدّدا على ترابط المصير بين البلدين. وسبق لمحسن مرزوق أن أثار جدلاً بعد إعلان دعمه لقائد قوات شرق ليبييا المشير خليفة حفتر، والذي يُتّهم بسفك دماء الليبيين عبر ميلشياته المسلحة كما يحظى بدعم الدول المساندة لقوى الثورات المضادة على غرار الامارات والسعودية وفرنسا. وقال محسن مرزوق أمس الثلاثاء إنّ وزارة الشؤون الخارجية التونسية رفضت التّرخيص لوزير خارجية الحكومة المؤقّتة في ليبيا (حكومة طبرق الموالية لخليفة حفتر) الهادي الحويّج، لعقد ندوة صحفية في تونس. تجدر الإشارة إلى أنّ تونس قد منعت الحويّج في أفريل الفارط من عقد ندوة صحفية بأحد نزل العاصمة وطالبته بمغادرة البلاد. وتتصاعد فظاعة الجرائم التي ترتكبها مليشيات حفتر، بدءا من ممارساتها مع غير الموالين لها، وإعدامهم والتمثيل بجثثهم، وصوللا إلى القصف المكثَّف والهجوم الذي يشنّ على العاصمة الليبية.