قريبا.. افتتاح عيادتين جديدتين لعلاج الإدمان #خبر_عاجل    دورة الألعاب العالمية شينغدو 2025: فارس السبوعي يحرز المركز الخامس    علاش سوم ''الكرموس والعنب'' ارتفع العام هذا؟    اقتصاد تونس ينمو ب 3.2 بالمائة خلال الثلاثي الثاني من 2025    في اطار الحملة الوطنية..حجز فعلي ووقتي لمجموعة من أجهزة التكييف..    تصفيات مونديال 2026: طاقم تحكيم تونسي يدير مباراة موريتانيا وجنوب السودان    مونديال الكرة الطائرة للفتيات: المنتخب الوطني يفوز على نظيره الجزائري    وزارة التربية تدعو القيمين العامين المعنيين بحركة النقل إلى الإطلاع على المراكز المعنية بالحركة    عاجل/ القيروان: حفل زفاف ينتهي بحادث أليم    إلغاء عرض "أم كلثوم: مائة سنة من الإبداع" في مهرجان صفاقس الدولي    عاجل/ كارثة طبية..مسكّن ألم ملوّث يُودي بحياة 96 مريضا..!    ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في السودان    عادات يومية تقتلك مخك و انت متعرفش ؟    إيطاليا: فيروس غرب النيل يزيد الانتشار.. عدد الحالات والوفيات في تصاعد...شفما؟    انخفاض نسبة البطالة في تونس إلى 15.3%    شوف كميات الأمطار في 24 ساعة لبعض المناطق    سنة 2025: رخصتك تتسحب بالوقت كان تجاوزت السرعة ولا تعدّيت على الضوء الأحمر!    توم كروز يرفض تكريما رئاسيا من دونالد ترامب    القبض على شاب قتل والده ودفن جثته في القصرين    عاجل: وزارة التربية تمكّن المترشحين من سحب استدعاءات مناظرة المهندسين 2024    وزارة الاسرة تنظم باليابان فعالية للتعريف بأبز محطات الفعل النسائي على امتداد مختلف الحقبات التاريخية    عرض "الزيارة " ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي يجدد الموعد مع النجاحات    الأولمبي الباجي يحصن دفاعه باللاعب محمد أمين الذويبي    بعد انهاء التفرغ النقابي ..فاطمة المسدي تطرح انهاء توريث المناصب النقابية والامتيازات    10 سنوات سجنا لإطار بنكي استولى على أموال الحرفاء    مصري يقتل والده بعد عودته من السعودية بسبب والدته    مفزع/ 13 ألف طفل بغزة يعانون سوء التغذية الحاد..    أسعار ''الحوت''غلات! شنوة الأنواع الي سومها مُرتفع وشنيا الأسباب؟    عاجل: إلغاء مفاجئ للرحلات في هذه الدولة..شوفو شنو صاير    الاتحاد الأوروبي يدعو الاحتلال لوقف بناء المستوطنات    تركيا: اعتقال رئيس بلدية منطقة في إسطنبول ضمن تحقيق فساد    الرابطة الأولى: تشكيلة الإتحاد المنستيري في مواجهة الترجي الرياضي    عاجل/ تورط مصحة في التجارة بالاعضاء: الاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة يكشف..    رسالة من الدكتورة ديفاني خوبراغادي سفيرة الهند لدى تونس بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال الهند 15 آُوتْ    منى البوعزيزي تكشف تفاصيل جديدة في قضية مقتل المحامية منجية المناعي    بعد موجة انتقادات... مهرجان قرطاج الدولي يلغي عرض "كي-ماني مارلي"    عاجل: أحلام الإماراتية توضح للتونسيين حقيقة أجرها في مهرجان قرطاج    الرابطة المحترفة الأولى: برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    الترجي الرياضي: انتقالات، صفقات جديدة، ومفاوضات جارية..شنيا الجديد؟    برلمان تونس: قانون جديد لتجريم رمي النفايات في الأماكن العامة...غرامات وعقوبات    عاجل/ تفاصيل ومعطيات جديدة في قضية مقتل المحامية منجية المناعي على يد أبنائها..    الترجي الرياضي يعلن..#خبر_عاجل    السعودية.. إعدام مواطن أدين بتهريب المخدرات    عاجل من واشنطن: تسريح 300 ألف عامل من الوظائف الحكومية    الرّهان على الثقافة    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    لافروف حول قمة ألاسكا: موقفنا واضح وسنعلنه ونعول على حوار بناء    وزارة الصحة الكويتية تعلن ارتفاع حالات التسمم والوفيات الناتجة عن مشروبات كحولية ملوثة    وعد ووعيد.. حرب من الله ورسوله    خطبة الجمعة...التوسّط في الإنفاق ونبذ الإسراف والتبذير    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    عاجل: إلغاء عرض 'كي-ماني مارلي' في مهرجان قرطاج وتكريم الفاضل الجزيري    وزارة التجارة تنفذ حملة ضد أجهزة التكييف المتاتية من السوق الموازية    بنزرت: حجز عدد هام من التجهيزات الكهرومنزلية غير المطابقة للمواصفات    نبيهة كراولي تختتم مهرجان الحمامات الدولي: صوت المرأة وفلسطين يصدح في سهرة استثنائية    مهرجان قرطاج الدولي 2025: صوفية صادق تغني في عيد المرأة ... بين وفاء الذاكرة وتحديات الحاضر    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفرّغ النقابي.. مكسب نقابي بيروقراطي مقدس بثمن يتجاوز 8 مليارات سنويا
نشر في الشاهد يوم 01 - 01 - 2020

عاد ملف التفرغ النقابي ليطرح من جديد في الأسابيع الأخيرة بعد أن قضت هيئة النفاذ إلى المعلومة بإلزام الاتحاد العام التونسي للشغل بتسليم النائب السابق عماد الدايمي بقائمة المتفرغين النقابيين.
وقد نشر الدائمي مؤخرا وثيقة عمّا وصفه بالتفرغ النقابي “العشوائي”. وأظهرت مراسلة موضوعها “رخصة نقابية خالصة الأجر”، من الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل إلى المدير العام لديوان التونسيين بالخارج بصيغة “إعلام” أن المركزية النقابية هي التي قررت منح الرخصة النقابية والتمديد لها وأعلمت المدير العام لمؤسسة عمومية بذلك دون المرور برئاسة الحكومة أو وزارة الإشراف.
وقد ظلّ ملف التفرغ النقابي صندوقا أسود محرما على الشفافية لم تطله أعمال هيئة مكافحة الفساد ولا الاستقصاء الصحفي، ولم يحسم فيه القضاء بعد.
ويجري العمل بهذا الاستثناء لموظفين عموميين رغم أنّ النشاط النقابي في سائر أنحاء العالم يعرف على أنه عمل تطوعي ودافع قوي للانتصار للطبقة الشغيلة ولضمان حقوقها، كما أنه عمل تطوعي يتطلّب تضحية ومقنّنا بنصوص تضمن حرية الاشتراك في المنظمات وحرية التفاوض الاجتماعي شريطة عدم استغلال النشاط النقابي لخدمة المصلحة الخاصة أو للإضرار بمصالح البلاد.
ولئن تعزّز مفهوم العمل النقابي في تونس إبان الثورة واكتسى أهمية أكبر بفضل الحرية والديمقراطية التي تمتّع بها، فإنه تم رصد العديد من التجاوزات بلمسات نقابية وكل من حاول تسليط الضوء عليها أو طالب بمكافحتها يوصم بالمعادي للمنظمة الشغيلة والمناهض لحقوق العمّال الشيء الذي جعل المنظمة الشغيلة فوق المساءلة طيلة سنوات.
تجاوزات بالجملة تم فضح البعض منها عن طريق منظمات المجتمع المدني على غرار منظمة أنا يقظ التي فتحت ملف التوريث النقابي وأثبتت وجود عامل القرابة في العمل النقابي والمحاباة في الانتداب والتمييز بين المنتدبين.
وقد تقدّمت المنظمة بقضية للمحكمة الإدارية ضدّ كلّ من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق الوطني للتأمين على المرض والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية ومركز البحوث والدراسات في مجال الضمان الاجتماعي وذلك لإلغاء الفصل الرابع المضمّن صلب الاتفاقية المبرمة مع الطرف النقابي بتاريخ 03 أكتوبر 2011 وذلك لمخالفته الصريحة لإجراءات الانتداب في الوظيفة العمومية حيث أعطى الأولوية المطلقة في الانتداب لأبناء الأعوان والذي يعني بدوره التوريث.
لكن بعض التجاوزات الأخرى والتي تكبّد الدولة خسائر بالمليارات سنويا لم يتم إيلائها الأهمية اللازمة من قبل الحكومات المتعاقبة على غرار ملف التفرّغ النقابي.
وحسب التقديرات فإن عدد النقابيين المتفرغين يبلغ، على الأقل، حوالي 630 موظفا، وإذا قدّرنا معدّلا عاما لأجور هؤلاء الموظفين ب 1100 دينار للفرد الواحد، تكون التكلفة الشهرية للتفرغ في حدود 693 ألف دينار، أي ما يعادل 8,316 مليون دينار سنويا وهو مبلغ ضخم يهدر سنويا دون إنتاج ولا إنتاجية.
والمعنيون بالتفرغ النقابي هم أعضاء المكتب التنفيذي المركزي وأعضاء المكاتب التنفيذية للاتحادات الجهوية وأعضاء الجامعات والنقابات العامة وآخرين (بصيغة غامضة قد تمنح بالمحاباة)، في حين أن الفصل 59 من القانون عدد 112 لسنة 1983 المتعلق بضبط النظام الأساسي العام لأعوان الدولة والجماعات العمومية المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية، ينص على أنّه “يجب أن يكون كل موظف في حالة قانونية، وهي حالات: المباشرة والإلحاق وعدم المباشرة وتحت السلاح”.
كما ينصّ الباب الثالث المتعلق بالعطل، في القانون نفسه، على أنّ العطل تنقسم إلى: عطل إدارية وتشمل عطل الاستراحة والعطل الاستثنائية. عطل لأسباب صحية وتشتمل على عطل المرض العادي وعطل المريض طويل الأمد وعطل الولادة وعطل الأمومة وعطل للتكوين المستمر وعطل دون مرتب.
وعرّف القانون العطل الاستثنائية بكونها تمنح بمناسبة انعقاد المؤتمرات المهنية الجامعية والقومية والدولية أو اجتماع الهيئات المديرة وذلك لفائدة الموظفين الممثلين للنقابات والمنتدبين بصفة قانونية أو لفائدة الأعضاء المنتخبين بالهيئات المديرة. وبمناسبة انعقاد مؤتمرات الأحزاب السياسية والمنظمات القومية ومنظمات الشباب، غير أنّ “بمناسبة” أصبحت بمقتضى العرف ومنذ عقود أمرا واقعا مفروضا بالممارسة على الدولة، بل يدفع البعض إلى تشريعه بنصّ قانوني يضاف إلى قانون الوظيفة العمومية، حسب ما ورد في بعض التصريحات لقياديين من الاتحاد العام التونسي للشغل.
ومنذ تولي محمد عبو مقاليد وزارة الوظيفة العمومية سنة 2012، تم الغاء العمل بالتفرغ النقابي ليعوض بترخيص يتجدد كل ثلاثة أشهر، لكنه قانون لم يتم العمل به ولم يطبق وواصل النقابيون التمتع برواتبهم وامتيازاتهم دون أداء وظيفة.
وهكذا فإنّه علاوة على المنحة التي تهبها الدولة لهذه المنظمة الوطنية، يضاف دعم آخر بأن تضع الدولة جيشا من الموظفين على ذمة الاتحاد العام التونسي للشغل وتدفع رواتب النشاط النقابي من المال العام.
وتجدر الإشار ة إلى أنّ الفصل 96 من المجلة الجزائية يعاقب بالسجن مدة عشرة أعوام وبخطية تساوي قيمة المنفعة المتحصل عليها أو المضرة الحاصلة للإدارة الموظف العمومي أو شبهه وكل مدير أو عضو أو مستخدم بإحدى الجماعات العمومية المحلية أو الجمعيات ذات المصلحة القومية أو بإحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية أو الشركات التي تساهم الدولة في رأس مالها بصفة مباشرة أو غير مباشرة بنصيب ما أو الشركات التابعة إلى الجماعات العمومية المحلية مكلّف بمقتضى وظيفه ببيع أو صنع أو شراء أو إدارة أو حفظ أي مكاسب استغلّ صفته لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أو لغيره أو للإضرار بالإدارة أو خالف التراتيب المنطبقة على تلك العمليات لتحقيق الفائدة أو إلحاق الضرر المشار إليهما.
وجاء في الفصل 98 من نفس المجلة أنّه على المحكمة في جميع الصور المنصوص عليها بالفصلين 96 و97 أن تحكم فضلا عن العقوبات المبيّنة بهذين الفصلين بردّ ما وقع الاستيلاء عليه أو اختلاسه أو قيمة ما حصل عليه من منفعة أو ربح ولو انتقلت إلى أصول الفاعل أو فروعه أو إخوته أو زوجه أو أصهاره وسواء بقيت تلك الأموال على حالها أو وقع تحويلها إلى مكاسب أخرى. ولا يتحرر هؤلاء من هذا الحكم إلا إذا أثبتوا أن مأتى هذه الأموال أو المكاسب لم يكن من متحصل الجريمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.