أوضحت رئاسة الجمهورية، في بلاغ لها، بعد ظهر اليوم الثلاثاء 7 جانفي، أن ما يتم تداوله في عدد من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الرئيس التونسي قيس سعيد استعمال المجال الجوي والبحري لتونس لا أساس له من الصحة فلا الرئيس التركي طلب ذلك ولا الرئيس التونسي تعرض أصلا لهذا الموضوع لأنه غير مطروح ولا قابل للنقاش ولم يطرح إطلاقا. واعتبرت رئاسة الجمهورية أن ما يتم ترويجه اليوم وفي الأيام الماضية من مصادر مختلفة الهدف منه ضرب مصداقية الموقف الرسمي التونسي والإساءة إلى العلاقات التي تجمع تونس بعدد من البلدان الشقيقة والصديقة. وشدّد بلاغ الرئاسة على أن تونس بقدر حرصها على سيادتها الوطنية والنأي بنفسها عن المحاور، حريصة في الوقت ذاته على التمسك بالشرعية الدولية وتجنيب كل شعوب المنطقة الفرقة والانقسام. بدوره، أكّد طارق بالطيب المكلف بتسيير الديوان الرئاسي، في تصريح لإذاعة “موزاييك أف أم”، اليوم الثلاثاء، أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يطلب استغلال المجالين الجوي والبحري التونسيين. وأضاف بالطيب أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيد متشبّث بالخط السيادي للدولة التونسية ويحرص على عدم إقحام تونس في تحالفات خارجية. وقال بالطيّب إنّ الإشاعات التي تحدّثت عن سماح قيس سعيّد لتركيا بإرسال قوّاتها إلى ليبيا مرورا بتونس لا أساس لها من الصحّة، وهدفها المساس بالعلاقات التونسية التركيّة. ونفى المكلف بتسيير الديوان الرئاسي ما يروج بخصوص إعفاء رشيدة النيفر رئيسة الدائرة الإعلامية برئاسة الجمهوريّة، مؤكّدا شغور خطّة الناطق الرّسمي برئاسة الجمهورية. وفي وقت سابق اليوم، قالت المستشارة الإعلامية لرئيس الجمهورية رشيدة النيفر، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من الرئيس قيس سعيد أن “تكون تونس متعاونة معه في ما يخص نقل عتاد والسماح للقوات التركية بالعبور عبر تونس”. وقالت النيفر، في تصريح لقناة سكاي نيوز الإماراتية، إن أردوغان طلب استخدام الأراضي التونسي والمجالين الجوي والبحري لأجل التدخل العسكري في ليبيا، مضيفة أن قيس سعيد رفض طلبه. وبينت النيفر أن الكلام عن رائحة الدخان في قاعة الندوة الصحفية لم يكن “مجانيا”. وتابعت “بل كان يعكس انزعاج أردوغان من نتائج المحادثات التي انتهت برفض استعمال الأراضي أو الأجواء أو المجال البحري التونسي لأي تدخل عسكري تركي في ليبيا”. وكان الرئيس التركي قد عبر عن انزعاجه من رائحة دخان السجائر في قاعة المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التونسي، خلال زيارته الأخيرة إلى تونس يوم 25 ديسمبر الماضي، وهو ما حدا بالرئيس قيس سعيد إلى التعليق بالقول إنها رائحة طعام الغداء التونسي المتنوع الذي يجري إعداده في القاعة المجاورة للضيف التركي ومرافقيه.