يشهد البرلمان منذ تنصيبه صراعا تثيره في مناسبات متكررة كتلة الحزب الحر الدستوري ضد حركة النهضة ورموزها، بلغ حد تنفيذ اعتصام داخل البرلمان دام ستة أيام بسبب مشادّة كلامية بين رئيسة الحزب الدستوري عبير موسي والنائب عن حركة النهضة جميلة الكسيكسي، كما شهدت الجلسة العامة التي عقدت يوم أمس مشادة كلامية بين عبير موسي ورئيس البرلمان راشد الغنوشي. وقد استنكر المتابعون للشأن البرلماني تكرّر مثل هذه الاصطدامات التي تؤثر بشكل مباشر في سير العمل البرلماني داعين إلى إيجاد حلول جذرية لمثل هذه الممارسات. وأكد النائب عن الحزب الدستوري الحر مجدي بوذينة، في تصريح إعلامي، أن الخلاف مع حركة النهضة ليس إيديولوجيا بل بسبب خرق القوانين، وفق تعبيره. وفي ما يتعلّق بمبادرة كتلة الحزب الدستوري الحر المتعلّقة بسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، قال النائب إن الغنوشي اليوم رئيس برلمان وأي زيارة يؤديها هي باسم الشعب التونسي وعليه الالتزام بالأعراف الديبلوماسية خاصة في الجو الإقليمي الراهن، مرجحا أن سحب الثقة لن يمر في ظل “اقتسام الغنائم حول الحكومة”، حسب قوله. وبخصوص مشاورات تشكيل الحكومة قال بوذينة إن حزبه يتعهد بالتصويت للحكومة الجديدة دون أي حقيبة وزارية في حال التزام رئيس الحكومة الجديدة بالقطع مع الإسلام السياسي، مشيرا إلى أن الحزب لن يرسل أي مقترح لرئيس الجمهورية لأنه لا وجود لتفاعل مع مقترح القطع مع الإسلام السياسي وإصرار الأحزاب على تشريك حركة النهضة في المشاورات الحكومية.