أبدى التيّار الديمقراطي مرونة وسلاسة في تعامله مع رئيس الحكومة المكلّف الياس الفخفاخ، حيث ابدى الامين العام للتيار محمد عبّو استعداده للمشاركة في حكومة الفخفاخ دون شروط مسبقة. وأفاد عبو، في تصريح صحفي عقب اللقاء الذي جمعه أمس الخميس برئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ في قصر الضيافة بقرطاج، بأن حزبه سيساند في حال مشاركته في الحكومة المقبلة، تمشي الفخفاخ في الحكم بطريقة مختلفة عما كان سابقا، مضيفا أن اللقاء تطرق بالخصوص إلى أهم أهداف الحكومة والتمشي الذي سيتم انتهاجه لتشكيلها. وبخصوص شروط المشاركة في الحكومة الجديدة والأطراف التي سيتم التفاوض معها، صرح عبو بأن حزب التيار يفضل منح رئيس الحكومة بعض المرونة في اختياراته، ولا ينوي الضغط عليه من خلال اشتراط عدم مشاركة أطراف معينة أو إقصائها من المشاورات. وجدد التأكيد على أنه حزبه متمسك بأن يكون في موقع يسمح له بفرض القوانين ومقاومة الفساد، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة قد تحافظ على عدد الوزراء الحاليين، ولن تكون في حجم الحكومة التي تقدم بها الحبيب الجملي، والتي ضمت 42 شخصا بين وزراء وكتاب دولة. وعرف موقف التيّار تغييرا جذريا مقارنة بموقفه مع الرئيس المكلف السابق الحبيب الجملي والذي عينته حركة النهضة، حيث أشترط التياّر الديمقراطي آنذاك 3 وزرات وهي(لاصلاح الإداري، الداخلية والعدل، كما اشترط عدم تشريك حزبي ائتلاف الكرامة وقلب تونس في الحكومة، شروطٌ رغم انها وصفت بالتعجيزية إلاّ انهّ تم قبولها في الساعات الاخيرة من عمر المشاورات من طرف الحبيب الجملي، ومع ذلك انسحب التيار الديمقراطي دون تبرير منطقيّ، وفق مراقبين. وكشف الأمين عام التيار الديمقراطي، عقب لقائه عشية امس بالفخفاخ بأنه تطرق خلال لقائه رئيس الحكومة المكلف إلى التوجّهات العامة وأهم أهداف الحكومة القادمة، والتمشي الذي سيتبعه وسيعلنه غدا الفخفاخ خلال ندوة صحفية، مشيرا إلى أنّ هذا التمشي يبدأ بالبرامج وينتهي بمسائل أخرى أكثر تفصيلا. كما أكد عبو بأن التيار الديمقراطي راض عن توجهات الياس الفخفاخ، مفيدا بأنّ التصور الحالي بخصوص الحزام السياسي للحكومة القادمة، يتمثل في عودة الأطراف الأربعة التي شاركت في مفاوضات 21 ديسمبر 2019 والمتمثلة في التيار الديمقراطي وحركة الشعب والنهضة وتحيا تونس إلى المفاوضات كمنطلق أولي، مشيرا إلى إمكانية التحاق أطراف أخرى.