أثارت حادثة مرافقة والي المنستير تلميذة يتيمة إلى المعهد بعد رفض مدير المعهد دخولها القسم دون مرافقة وليّها جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر عدد كبير من المعلقين قرار المدير إهانة لطفل يتيم. ومدح الإعلامي سمير الوافي ما قام به الوالي أكرم السبري واعتبرها “درسا لكل مسؤول”، ودعا في المقابل إلى معاقبة مدير المعهد. بدوره علق العضو بالمكتب السياسي لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري ماهر المرايحي على المسألة، معتبرا ما حصل يستوجب إنها مهام المدير وإحالته على التحقيق. ودوّن على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” مثمنا سلوك الوالي الذي “أخذ على عاتقه أن يلعب دور الأب ويساند الفتاة”. ولئن اعتبر كثيرون أن ما قام به الوالي حركة بطولية، فإنّ آخرين استنكروا تدخل الوالي في مثل هذه الأمور معتبرين أن ذلك يمهد للفوضى واستغلال النفوذ. وقال نجيب البرقاوي إنّ بطاقة الدخول ليست عقوبة وإنما هي إجراء تنظيمي لمراقبة حضور التلاميذ ودعوة إلى المواظبة في حضور الدروس والانضباط للرفع من نتائجهم. واعتبر البرقاوي في المقابل أن استدعاء الولي هو إعلام له بغياب ابنه وتشريك له في مراقبة سير دراسته وحمايته. وتابع متوجها للوالي: “ليس من حقك قانونيا أن تحل محل ولي أمر التلميذة إلا بتفويض منه، ولا معنى لصفتك كوال في ذلك سوى استعراض سلطتك واستغلال صفتك تجاه المربين.. وما أتيته لا يمكن إلا أن يهز هيبة المربين في عيون تلاميذهم ويشجعهم على الغياب وعلى التجاوز بما يضر بنتائجهم وتكوينهم..” الموقف ذاته تبناه القاضي عمر الوسلاتي الذي اكد في صفحته على “الفايسبوك” أن والي المنستير لا يحترم القوانين المدرسية باستدرار العواطف ويمارس الشعبوية السياسية، قائلا: ” لو اهتم الولي بدوره أفضل من إعطاء الدروس لمدير معهد طبق القانون لحماية القاصر وحماية المؤسسة التربوية من الفوضى !”. وتتمثل أطوار هذه الحادثة بحسب ما أفادت به مصادر إعلامية في تعمد مدير المعهد رفض قبول تلميذة وصلت متأخرة إلى المعهد والتي دعاها إلى إحضار وليها رغم علمه بأنها يتيمة الأب، وهو ما أثار تعاطف زملائها التلاميذ وإضرابهم عن الدراسة بالمعهد. وأفادت إذاعة صبرة اف ام، بأن نقابة التعليم الثانوي قررت دعم مدير المعهد بحجة أنه يتعرض لهجمة إعلامية شرسة. وكان والي المنستير أكرم السبري قدّم نفسه لإدارة معهد الوردانين، وليا للتلميذة مريم علية التي تدرس في البكالوريا. وقد تحصلت التلميذة مريم بعد ظهر أمس الخميس 30 جانفي 2020 على بطاقة دخول بعد أن تم تبرير تأخرها عن توقيت الحصة الصباحية وبعد أن قدّم والي المنستير ضمانه لدى إدارة المعهد كولي لها. وقد أذن الوالي الذي تنقل إلى المعهد مرفوقا بمندوب التربية، بفتح تحقيق إداري في الواقعة. وإلى جانب ذلك، تداول بعض المدوّنين خبرا منشورا في شهر فيفري 2019 يتعلق بتحجير قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بجندوبة السفر على الوالي المنستير أكرم السبري و5 أشخاص آخرين، بينهم رجال أعمال وذلك على خلفية ما تعلق بهم من شبهات فساد مالي وإداري في صفقات عمومية أبرمت سنة 2017.