قرر المجلس الوطني للتيار الديمقراطي مواصلة المشاورات مع المكلّف بتشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ رغم أنّ الأمين العام للتيار الديمقراطي محمد عبّو كشف في وقت سابق أنّ الفخفاخ رفض منح التيار وزارات تسمح له بالكشف عن الفساد. وأفاد القيادي بالتيار الديمقراطي ورئيس الكتلة الديمقراطية، غازي الشواشي، بأنّ المجلس الوطني للحزب، المنعقد اليوم الأحد، كلّف المكتب السياسي والأمين العام للحزب بمواصلة المشاورات مع الفخفاخ. وبيّن الشواشي، أنّ المجلس الوطني للتيار الديمقراطي قرّر مواصلة المفاوضات في اتجاه أن يكون للحزب موقع فاعل داخل الحكومة، وذلك بحصوله على الحقائب الوزاريّة والمسؤوليات، التي تمكّنه من تطبيق برنامجه، خاصّة في ما يتعلق بتطبيق القانون ومحاربة الفساد والقيام بالإصلاحات الضروريّة أو تمكين أشخاص لهم من الكفاءة ما يمكّنهم من المساهمة في البرنامج الإصلاحي للحكومة. وذكّر الشوّاشي بأنّ أمين عام الحزب محمّد عبّو كان أشار يوم الجمعة الماضي، إثر لقائه الفخفاخ، إلى أنّ الحزب غير معني مبدئيّا بتشكيل الحكومة في انتظار القرار النهائي للمجلس الوطني، لكنّ المجلس الوطني أقرّ اليوم مواصلة المشاورات دون المغادرة والاصطفاف في المعارضة. وأكّد أمين عام التيار الديمقراطي محمّد عبو أمس الأحد في تدوينة على حسابه بفيسبوك إنّ الياس الفخفاخ المكلّف بتشكيل الحكومة رفض منح التيار الديمقراطي وزارات تسمح للحزب بمعرفة ما يحصل من جرائم فساد سياسي والعمل على محاسبة مقترفيه. وتابع عبو أنّه إستنادا إلى هذه المعطيات فإنّ المجلس الوطني للتيار الديمقراطي يجد نفسه أمام خيارين ”أحلاهما مر”. ويقول عبّو إنّ الخيار الأوّل يقتضي بقاء الحزب في المعارضة لفضح الفساد والحد من الانحرافات حتى لا يورّط الحزب نفسه في شراكة مع أطراف بعضها مورط في الفساد، و”تطوير أدوات الصراع مع منظومة الفساد بشقيها المنسوب زورا للثورة والمنسوب لما قبلها، في اتجاه تصعيد لم يسبق له مثيل، يهدف لتحريك الشعب للدفاع عن حقه”. وأمّا الخيار فيتمثّل في القبول بالمشاركة من خلال وزارات معينة يختار لها الحزب كفاءات من صلبه ويتابع نشاطها، ونيحملها مسؤولية إصلاح ما يرجع اليها بالنظر، ومسؤولية ألا تصمت على اي تجاوز ولو كان في غير الوزارات التي تشرف عليها، حسب نصّ التدوينة. وكان محمد عبّو قد قال يوم الجمعة إنّ حزبه “لم يتوصّل إلى اتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف الياس الفخفاخ حول الأشخاص بخصوص مسألة تشكيل الحكومة ” مؤكّدا أنّ التيار الديمقرطي “يعتبر نفسه مبدئيّا غير معني بتشكيل الحكومة في انتظار اجتماع مكتبه السياسي”.