في خطوةٍ مفاجئة تعكس تصاعد الخلافات والانقسامات داخل الحزب، أعلن 11 نائباً، أمس الثلاثاء، استقالتهم من الكتلة البرلمانية لحزب قلب تونس الذي يقوده رجل الأعمال والإعلامي نبيل القروي، ليتقلص عدد نواب الكتلة من 38 نائبا إلى 27 نائبا، في أقل من 4 أشهر من تصيب مجلس نواب الشعب. ويرى مراقبون أن حزب قلب تونس في طريقه لتكرار سيناريو نداء تونس، الحزب الذي فاز بأكثر المقاعد في انتخابات 2014 وعرف على إثر ذلك هزّات عنيفة ادّت إلى انقسامه إلى 5 شقوق، وتراجع عدد نوابه من 86 سنة 2014 إلى 36 سنة 2019. في المقابل يؤكد نواب كتلة قلب تونس المتبقون أنهّم لن يكرروا سيناريو نداء تونس، ويقول القيادي بالحزب والنائب عن الكتلة اسامة الخليفي في محاولة لتهدئة الأزمة إنّ “هذه لحظة احتجاج سيحاولون احتواءها خاصة وأن هذا القرار سيؤدي الى تشتيت البرلمان”. وفق تعبيره, واكد النائب خلال استضافته بقناة التاسعة أمس الثلاثاء إنّ هناك استهداف ممنهج للحزب، قائلا “ثمة أطراف وأحزاب سياسية تستهدف بشكل ممنهج حزب قلب تونس لإضعافه واستقطاب نوابه”. كما أردف: “هذه الأطراف موجود منها في الأحزاب الوسطية مثل الأحزاب الأخرى ومنذ فترة وهي تضغط على نواب الكتلة لدفعهم للخروج منها”، رافضا تسمية هذه الأطراف أو الكشف عنها. واعتبر الخليفي أنّ قلب تونس، منذ تأسيسه، يتعرّض لقصف إعلامي متواصل، داعيا النواب المستقيلين إلى العدول عن قرارهم والعودة للحزب. وقال الخليفي: “ندعوهم للتراجع عن الاستقالة وإذا كان ثمة أي مشكل نتداوله في مؤسسات الحزب ونحلّه”. في المقابل، أرجع رئيس كتلة قلب تونس حاتم المليكي أسباب الاستقالة إلى “غياب الحوكمة والتسيير داخل الحزب وعدم رضاهم عن آليات اتخاذ القرار”. كما بين المليكي أن استقالتهم تأتي على خلفية رفضهم للمواقف السياسية لحزب قلب تونس من الحكومة ورئاسة الجمهورية وعلاقته بالأطراف السياسية الأخرى إضافة إلى رفضهم لمنهجية وشكل المعارضة التي يريدونها بناءة لا هدامة حسب تعبيره. ورجح المليكي أن يتشكل النواب المستقيلون من حزب قلب تونس وكتلته بالبرلمان في كتلة جديدة.