وسط استنفار عالمي لمجابهة وباء كورونا ورغم تأكيد جميع الدول أن مكافحته رهينة وعي المواطن ومدى التزامه بتطبيق التعليمات التي تمليها الوزارات المشرفة للتمكن من محاصرته ومنع استفحاله، يواصل المواطن التونسي، في ظل تسجيل 20 إصابة بالفيروس، نسق حياته بطريقة عادية لا تتلاءم مع الخطة التي وضعت خلال هذه المرحلة الوقائية. ونعاين يوميا وجود تجمعات غير مألوفة بالمخابز وبالمحلات التجارية وبالأسواق علاوة على استمرار الاحتفاء بالزفاف في قاعات الافراح والتجمع في المقاهي وفي الملاهي وفي قاعات الرياضة، حتى أن توافد الزوار يوم أمس على حديقة البلفيدير أثار جدلا واسعا حول محدودية وعي التونسيين وانعدامها في بعض الأحيان. واكدت رئيسة بلدية تونس سعاد عبد الرحيم أنه على جميع المواطنين المبادرة بالقيام بمجهودات لمجابهة فيروس كورونا وإلا سنجد أنفسنا أمام انتشار الوباء، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن بعض المواطن يتعاملون بطريقة “أنا بخير والستّار ربي”. وجزمت عبد الرحيم بعدم وجود وعي كبير في صفوف التونسيين، رغم سرعة كورونا على الانتشار، مؤكدة ضرورة التزام كل شخص بقرارات حفظ الصحة وبالقرارات التي يتم اتخاذها محليا. وفي ما يتعلق بحادثة البلفيدير والاكتظاظ الذي تم رصده يوم أمس على شباك التذاكر أكدت المتحدثة أن التوجه كان نحو غلق الفضاءات المغلقة وأن غلق الفضاءات المفتوحة لم يكن مطروحا حتى تم رصد “طوابير البلفيدير”. وأشارت سعاد عبد الرحيم إلى أنه تمت دعوة البلديات للالتزام بعدد قليل في مراسم الزواج ومراسم الدفن، مؤكدة أنه تم اتخاذ قرارات في المؤسسات التي تعود لهم بالنظر وسيتم العمل على التنسيق مع السلط المركزية لاتخاذ قرارات جهوية. كما بينت أنه تم التداول في اجتماع لجنة حفظ الصحة بالبلدية بخصوص هذه الظواهر وتبعا لذلك تمت الدعوة لمركز بلدي استثنائي وإذا صادق المجلس سيتم إغلاق الأسواق الأسبوعية واتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي تجاوز للعدد الذي سيتم تحديده وعدم تجوزه في التجمعات. كما اكدت وجود تعنت من أصحاب المقاهي وتهجم البعض منهم على أعوان الشرطة البيئة، مؤكدة أنه يمكن الذهاب في قرار غلق أي مقهى يقدم الشيشة. وشددت سعاد عبد الرحيم على أن تونس اليوم في مرحلة حرجة، إما أن تتغلب على الكورونا أو يستفحل مقدمة تحية للمواطنين الذين يلتزمون بالمحافظ على انفسهم وعلى غيرهم.