من النادر أن نشهد تناسقا في المواقف بين وزارة التربية وجامعة التعليم الثانوي اللذين تسببت خلافاتهما في تأجيج الأوضاع لمدى سنوات مؤثرة بذلك في المسار التعليمي للتلاميذ، إلاّ أن أزمة كورونا هذه المرة أرجأت الاختلاف، بموقف جمع بين وزارة التربية وجامعة التعليم الثانوي. وفي هذا السياق، قال لسعد اليعقوبي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي إنّه لا خلاف مع وزارة التربية حول الوضع التربوي الحالي وإنّ هناك اتفاق على عدم تقديم دروس في الصيف، وقد تم طرح سيناريوهات لإتمام السنة الدراسية، تماشيا مع الوضع الصحي الوطني مع اعطاء الأولوية للامتحانات الوطنية. وأضاف اليعقوبي أنّ الدراسة عن بعد لا تعوّض الدراسة في الأقسام وأنّ وزارة التربية ستشرع في بث دروس في عدة مستويات على الوطنية الثانية بداية من الأسبوع المقبل. وكان وزير التربية محمد الحامدي قد دعا الاثنين الماضي وزارة تكنولوجيا الاتصال والديوان الوطني للإرسال والقنوات العمومية والخاصة إلى ضرورة مد يد المساعدة لتمكين التلاميذ من الدروس عن بعد في ظل الظرف الحالي الذي تمر به البلاد جراء تفشي فيروس كورونا. وأضاف الحامدي أن العطلة المدرسية قد تطول وأن اللجان الفنية للوزارة بصدد دراسة جميع الإمكانيات في هذا الإطار وأن للوزارة تصورا وحلولا لجميع السيناريوهات المحتملة على غرار تأجيل الامتحانات إلى فصل الصيف. واشار الحامدي الى امكانية احتساب الثلاثية الثانية كمعدل عام بالنسبة للسنوات الاعتيادية, أما بالنسبة للامتحانات الوطنية، قد نضطر إلى ملاءمة الامتحانات على مستوى التقدم في انجاز الدروس. كما شدد وزير التربية على أهمية التعليم عن بعد بالنسبة للتلاميذ خلال المحة الحالية، وذلك عبر المنصات الافتراضية، داعيا وزارة تكنولوجيا الاتصال والديوان الوطني للإرسال والقنوات العمومية والخاصة إلى المساعدة لتمكين التلاميذ من الدروس عن بعد. وتابع قائلا: “أتمنى أن تدفعنا الأزمة الحالية إلى بعث قناة تربوية لتقديم دروس إسناد ومراقبة”. ووجه وزير التربية محمد الحامدي رسالة طمأنة للأولياء مفادها أنه لا لسنة بيضاء للسنة الدراسية الحالية بسبب وباء كورونا، ونفى ما يروج عن وجود عملية نجاح آلي. وأكد الوزير خلال حضوره في برنامج “مع الناس” على القناة الوطنية أن الوزارة لها رؤيتها مع وزارة التعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة لمختلف التطورات