أثارت حادثة منع بعض المواطنين بولاية بنزرت دفن امرأة توفيت بفيرس كورونا استنكارا واسعا، خاصة وأن الحادثة رافقها تصدّ للأعوان ورشقهم الحجارة ومحاولة إخراج الميت من قبره، الأمر الذي وصفه الكثير من التونسيين ب”المهزلة”. وعلق أحد المدوّنين قائلا “المهزلة مواطنون يرفضون دفن متوفاة بالكورونا في مقبرتهم والدخول في اشتباكات مع الأمن وكرّ وفرّ. في الغرب غير المسلم، يدفنون المسلمين على أراضيهم ونحن المسلمين يرفضون دفن امرأة من نفس المدينة! قالوا ادفنوها بعيدا في الجبل! يا لها من وقاحة”! وقامت مصالح بلدية بنزرت بدفن جثة المرأة التي توفيت يوم الثلاثاء بفيروس كورونا وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة وصلت حد استعمال الغاز المسيل للدموع بعد أن حاول عدد من متساكني منطقة حي الجلاء وحي والي من مدينة بنزرت منع عملية الدفن بسبب تخوفاتهم من تسرب الفيروس الى محلاتهم القريبة من المقبرة. وبلغ عدد المتهمين من بين الأشخاص الذين اعترضوا على دفن المرأة المصابة بفيروس كورونا 13 شخصا، وفق تصريح الناطق الرسمي للمحكمة الابتدائية ببنزرت، المساعد الأول لوكيل الجمهورية، وليد عاش بالله. وقد تم الاحتفاظ بعشرة متهمين، بينهم امرأة، بينما تم الإبقاء على شخصين اثنين بحالة سراح، بينما لايزال شخص آخر بحالة فرار. ويشار إلى أن المرأة المحتفظ بها، كانت ظهرت في مقاطع فيديو نشرت على شبكة التواصل الاجتماعي زمن الواقعة، تحرّض على رفض دفن المرأة في مقبرة حي الجلاء. وقال وزير الصحة عبد اللطيف المكي أمس الأربعاء خلال مؤتمر صحفي حول مستجدات الوضع الوبائي، إنه تمّ وضع بروتوكول واضح لدفن الموتى بطريقة صحية في تونس. وردا على سؤال حول سبب عدم تخصيص فريق خاص مشترك بين أعوان الصحة والأمن وحتى الجيش لدفن ضحايا الفيروس، قال الوزير إن “هناك بروتوكولا صحيا واضحا لدفن الموتى على ذمة الجهات الصحية ويتم دفن الموتى من قبل الجهة المعنية”، مشيرا إلى أن عديد الموتى تم دفنهم بصورة طبيعية. ودعا وزير الصحة السلط المحلية إلى عدم الارتباك واتباع البروتوكول المخصص لدفن الموتى، قائلا “قد يفسّر الارتباك اليوم بسبب تسجيل الحالات الأولى من الوفيات، لكن لا داعي للارتباك”.