بعد 17 يومًا من دخول البلاد في فترة الحجر الصحي بعد الحديث في تونس عن ما بعد هذه الفترة في إطار بحث الدول والتي أصابها الوباء عن استراتيجية للخروج من الوضع القائم عبر رفع القيود والعودة إلى الحياة الطبيعية. ويرى مراقبون انه اولى مراحل الانطلاق سيكون عبر فتح المدارس والشركات مع التشديد على تقليل التجمعات واستعمال الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي، فيما سيُنصح أولئك المعرضون لمخاطر عالية من كبار السن واصحاب الامراض المزمنة بالتزام البيت. وقبل ذلك، بدات تونس في الاستعداد لهذه المرحلة عبر دعوة المختصين في النسيج إلى تكثيف صنع الكمامات الواقية ذات الاساتعمال المتعدد وغير الملوثة للطبيعة. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة أنّه سيتم توجيه الإنتاج نحو تصنيع الكمامات مذكرة بان ذلك جاء على ضوء المرحلة التي تمرّ بها البلاد جرّاء تفشّي فيروس كورونا وبعد تأكيد وزير الصحة عبد اللطيف المكّي على ضرورة استخدام الكمامات من قبل كلّ المواطنين بعد انتهاء فترة الحجر الصحي الشامل. ودعت الوزارة الصناعيين المختصين في قطاع النسيج إلى معاضدة المجهود الوطني لتصنيع الكمامات ومعتبرا ان ذلك سيساهم في عودة الحياة الى نسقها العادي. بدوره، أعلن الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية خليل عموس امس الاثنين أنه سيتم صنع حوالي 30 مليون كمامة في غضون 10 أو 15 يوما مؤكدا أن كل كمية الكمامات ستكون متوفرة قبل رفع الحجر الصحي العام. ونقلت إذاعة “شمس أف أم” عن عموس توضيحه أن وزارة الصحة كلفت لجنة للنظر في صنع الكمامات محليا مشيرا الى أنه سيتم أيضا النظر في طريقة توزيع الكمامات على المواطنين مضيفا “هذه الكمامات سيتم بيعها بعد النظر في كلفة إنتاجها لكن قد يتم توفيرها مجانا لأصحاب الدخل الضعيف”. وأشار الى ان وزارة الصناعة ستنشر كراس شروط لصنع الكمامات مبرزا أنه بإمكان الصناعيين انتاجها مع ضرورة الالتزام بالقواعد الواردة في كراس الشروط مبينا أن الصيدلية المركزية ستتولى شراءها وبيعها. وكانت لجنة متكونة من ممثلين عن وزارة الصحة ووزارة الصناعة والجامعة التونسية للنسيج والملابس قد اكدت خلال اجتماع عقدته مؤخرا، أن حمل الأشخاص غير المصابين بكوفيد 19 لكمامات قماشية متعددة الطبقات (خلافا للإطار الطبي) يقلص بصفة ملحوظة من العدوى. ولفتت اللجنة الى أنّها تتوقع التزايد السريع للطلب على الكمامات في الفترة القادمة نظرا لاجبارية حملها خارج المنزل إثر انقضاء فترة الحجر الصحي الشامل. وكانت رئاسة الجمهورية قد قررت تمديد الحظر الصحي حتى التاسع عشر من أفريل المقبل، لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد.