يبدو أن التفاعلات التي عقبت صدور الكتاب الأسود الذي أصدرته مؤسسة رئاسة الجمهورية حول منظومة الدعاية في عهد المخلوع ماانفكت تتزايد يوما بعد يوم ، وسوف لن تتوقف لمدة طويلة باعتبار ماترتب عنه من تصريحات وتصريحات مضادة وقضايا عدلية . ومن ضمن هذه التفاعلات مانشره اليوم الصحفي الحبيب بوعجيلة من خلال صفحته على الفايسبوك الذي عبر عن موقفه من الجدل بين لطفي زيتون وعدنان منصر معتبرا أن ماورد بالنص الذي نشره زيتون تضمّن تجنّيا على الرصيد النضالي للناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، وان زيتون في ذلك قد وقع في مطب أخلاقي حين زايد عليه بالرصيد النضالي لوزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو ، وختم بالقول انه يتعبر أن زيتون لم يكتب في نصرة اخيه سميرلأنه أصلا لم يكن في مقابل ابن عمه عدنان . وفي مايلي النص الذي نشره مساء اليوم الحبيب بوعجيلة على صفحته الخاصة على الفايسبوك : إلى الاخ لطفي زيتون.. سأعتبر أنك لم تكتب وأني لم أقرأ (الحبيب بوعجيلة ) رغم كل ما قيل ويقال من داخل النهضة وفي أوساط المعارضة على أسلوب لطفي زيتون في معالجة المسائل ومجادلة الآخرين فقد ظللت وسأظل أعتبره محاورا متميزا يحسن اختيار الفكرة المناسبة والنبرة الملائمة للمقام والأشخاص (خصوما أو أصدقاء) اضافة الى امتلاكه "المعرفة الضرورية" لكل سياسي يحترم نفسه في مشهد سياسي أفسده الجهلة وأنصاف المتعلمين.. لكن ما فاجأني هو رد لطفي على عدنان منصر في سياق انتصاره للوزير سمير ديلو.. وبقطع النظر عن "مضامين موقفه" من الكتاب الأسود فان لطفي قد وقع في مطب شكلي أخلاقي قيمي لا نلوم عليه غيره من صغار نتوقع صدوره عنهم ولكنه حين يصدر عن لطفي فذلك مدعاة للفزع.. أن ينبري لطفي في الدفاع على نضالية سمير ديلو فهذا أمر غريب لأن الكبار لا يضيعون أوقاتهم وحبر أقلامهم في تأكيد البداهات و اليقينيات.. أما الأغرب فهو الغمز واللمز في الرصيد النضالي لعدنان منصر.. لا ترتقي القيمة النضالية لعدنان الى مرتبة السجن ولطفي يعلم جيدا أن الحصول على شرف السجن أو النجاة منه في عشرية الرعب النوفمبري حددته صدف وأقدار وأمزجة وظروف لا ترقى باستمرار الى دقة كيل "التناقض مع بن علي" للضحايا أو الناجين.. لكن عدنان وغير عدنان كثيرون انما يقاس عطاؤهم في معاناة "السجن الكبير" بما قدموه من كلمة الحق أمام "السلطان الجائر" في وقت خرست فيه ألسن وجفت أقلام تحت شعار لا نعلق على "صراع الرجعيات" أو وفق حكمة "أنج سعد فقد هلك سعيد".. كان عدنان وغير عدنان كثيرون يرابطون على ثغر آخر من ثغور الكلمة الحرة حتى يبقى "الجرح مفتوحا" و"الذاكرة حية".. وجريدة الموقف التي كان اسم عدنان منصر واحدا من عناوينها خير دليل.. سأعتبر أنك لم تكتب في نصرة أخيك سمير لأنه أصلا لم يكن في مقابل ابن عمك عدنان..