على خلفية برنامج صحفي تم استدعاء الوافي الى الشهادة من طرف القضاء العسكري ، الوافي تحدث عن طبيعة الأسئلة وعن العديد من التفاصيل الاخرى وقال انه ورغم الإرهاق واستغراق الشهادة لوقت طويل فان التجربة كانت مفيدة ، وبالتأكيد ان شهادة صحفي امام القضاء العسكري ليست بالأمر الكارثي خاصة ونحن في بلاد تبني ديمقراطيتها وتعيش حالة من المخاض العسير، انما الكارثة هي هذه الازدواجية التي باتت تحكم قبضتها على المشهد الإعلامي ، كلنا يذكر الاستنفار العام الذي اعلنته نقابة الصحفيين حين استدعي زياد الهاني ، وكيف تجمعت النخبة الإعلامية والسياسية والحقوقية امام المحكمة وقيامهم بمحاولة تهريب الهاني بالقوة ، العديد من هذه الصور تكررت مع الصحفيين وحتى المدونين الذين أعلنوا ولائهم خالصا للثورة المضادة ، أما من اختار العمل الإعلامي النزية على العمل التجاري الملوث فقد تم تجاهله في انتظار ان تبدأ في غضون ايام او أسابيع الحملة الممنهجة التي ستطال الوافي حتى تدخله باب الطاعة او يحكم الله بينها وبينه. وأرفق الوافي مساء الخميس نبذة عن شهادته أمام القضاء العسكري "يوم كامل في المحكمة العسكرية…انتظار طويل بدأ التاسعة صباحا…ثم حوالي 3 ساعات للادلاء بشهادتي حول تصريحات الجنرال شابير في برنامجي وخاصة ما يمكن ان يكون قد قاله لي في الكواليس…شهادة طلبتها مني المحكمة العسكرية بطلب قانوني من مجموعة محامين في اطار قضية شهداء وجرحى الثورة… أول مرة في حياتي أدخل محكمة عسكرية…دخلتها بفكرة مسبقة عن القضاء العسكري وخرجت بعكسها…عوملت باحترام وتحضر ورقي واخلاق عالية خففت عني تعب الانتظار وستراس الموقف…وفي الجلسة وقفت أمام هيئة المحكمة وخلفي بالضبط المتهمين وهم الجنرال السرياطي والعميد بودريقة والسيد عادل التيويري وغيرهم…وحولي عشرات المحامين من الشقين أي عن المتهمين وعن الضحايا…أطلقوا نحوي وابلا غزيرا من الأسئلة الشرسة الحادة …محاولين ارباكي واقتناص ما يخدم ملفاتهم…وبين صرامة النيابة العسكرية وأسئلتها الماكرة…ولباقة ويقظة القاضي الفاضل المنصف ذويب…وشراسة أسئلة المحامين…كنت مدافعا عن مهنتي ومتمسكا بحريتي وملتزما بالحقيقة ومتزودا بثقة كبيرة في نفسي… كانت تجربة رائعة وجديدة وهامة وممتعة رغم الارهاق والستراس والرهبة…شكرا لمركز تونس لحرية الصحافة الذي ساندني وتابعني وعرض علي محامي وتابع الوقائع باخلاص…رغم أنني لم اطلب العون سوى من الله ورضا الوالدين…ولم تخيب نقابة الصحفيين ظني فقد تجاهلتني كما توقعت ولم تبالي بي فلم أستغرب ولم ينقصني ذلك…شكرا للناس التلقائيين المحبين الذين شحنتني محبتهم بالكثير من الثقة…شكرا للقضاء العسكري على الاحترام والرقي والتحضر…" شكرا لشرفاء جيش بلادي الذي يبهرنا دائما ويعطي المثل في كل مجال من الحدود الى الشوارع الى القضاء…