انحرفت تصريحات السّيد عدنان منصر عن خطّها بشكل كبير، ورغم أنّ الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهوريّة يملك قدرات خطابة محترمة ولديه بديهة يقظة إلا أنّه يصرّ على القيام بأدوار مجانبة وبعيدة ومتنافرة مع دوره ومنصبه، وما التصريحات التي أدلى بها إلى صحيفة الدستور الأردنيّة إلا تعبيرا واضحا على مدى تدهور الخطاب الذي أصبح يستعمله الرجل . فلا يمكن استيعاب قوله أنّ قصّة البوعزيزي غير صحيحة وأنّه كان ظالما وليس مظلوما، وأنّ الصورة التي انتشرت وهو محترق ليست له بل هي صورة مزوّرة لكن شباب الثورة صنعوا منه أسطورة، ولا نفهم الفائدة التي ستعود من مثل هذا الخبر بغضّ النظر عن صحته من عدمه ، أمّا قوله أنّ الرئيس المخلوع عندما أدّى زيارة إلى المستشفى لم يقم بزيارة البوعزيزي بل شخصا آخر لأنّ البوعزيزي كان قد توفّي، فيمكن أن يقبل هذا من مدون أو إعلامي يسعى إلى السبق الصحفي، أمّا أن يصدر مثل هذا الخطاب من مدير الديوان الرئاسي والناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهوريّة، فلا يمكن أن يقال فيه إلا أنّ السّيد عدنان بصدد نقض غزله وغزل الرجل الذي عيّنه في القصر . نصرالدين