يبدو أن بعض قيادات الإتحاد العام التونسي للشغل فقدت "البوصلة" و تجاوزتها الأحداث خاصة منذ خروج الترويكا من الحكم و تسلم حكومة جمعة لمهامها.. فالأزمة التي برزت أخيرا في قطاع المالية، و التي يؤكد أغلب المتابعين للأزمة، بأن سببها الرئيسي هو صيغة اتفاق 7 فيفري بين الجامعة العامة للمالية المنضوية تحت الإتحاد العام التونسي للشغل و وزارة المالية، حيث شملت الاتفاقية كل أعوان المالية "باستثناء" أعوان و إطارات الإدارات المركزية..مما تسبب في حالة من الانقسام داخل هياكل الوزارة. و يؤكد بعض المتابعين للأزمة أن الكاتب العام للجامعة العامة للمالية الشاذلي البعزاوي غذّى- لأسباب سياسية – حالة الاحتقان بين أعوان الجباية و أعوان الإدارات المركزية.. المركزية النقابية لم تظهر في بداية الأزمة في الصورة و باركت التحركات الاحتجاجية لأعوان الجباية و الاستخلاص..التي وصلت حد الإضراب المفتوح الذي تأطره نقابات أساسية تابعة لإتحاد الشغل..في ظل صمت قيادة الإتحاد.. اليوم و بعد أن استفحل الأمر و خرج عن السيطرة، عادت قيادات الإتحاد إلى "المعزوفة الشهيرة" و اتهام روابط حماية الثورة و نقابات قريبة من النهضة بأنها من تقف وراء غلق القباضات المالية !(تصريحات حفيظ حفيظ اليوم الخميس 13 مارس 2014) فمتى يا ترى يتحلى قيادات منظمة حشاد بشيء من المسؤولية و يتحملون تبعات قراراتهم و توجهاتهم ؟ و متى تستوعب المركزية النقابية أن البلاد لم تعد تحتمل..اللعب؟