بعد المسرحيّة الطويلة العريضة التي قدّمها السّيد نوفل الورتاني وإثر الخيوط الأولى التي اكدت أنّنا بصدد عمليّة فبركة خطيرة ، تداعياتها على أمن البلاد أكبر ممّا يتصوّر البعض، كنّا نعتقد أنّ الجهات المسؤولة عن الإعلام "ماعدى النقابة التي قد تكون مورطة" والجهات الرسميّة المسؤولة على أمن البلاد ستتحرّك لوضع حدّ لمثل هذه الفتن المبيّتة وتوجيه رسائل قويّة تمنع أمثال السّيد الورتاني من التمادي في العبث بأمن واستقرار البلاد، كنّا نعتقد أن تتحرّك الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري وتحفظ بعض ماء وجهها ووجه الإعلام التونسي أو ما تبقى من وجهه ، لكن لا شيء من ذلك تحقق وكأنّنا بصدد الحديث عن خلل فنّي بسيط وليس عن كارثة موجهة . الورتاني لم يلذ بالصمت الذي كان يسعه طالما أن جويش جرارة تكتنفه وتحميه، ولا هو أبدى ندمه على المسرحيّة وعزم على عدم العودة إلى التلاعب بالشعب وبأمنه ، بل ذهب بعيدا وعربد وزمجر وقذف منتقديه وتهدّدهم ، ثم تمطى وقال " أنه من الممكن أن يكون البرنامج قد تسرّع في بث المعلومات دون أن يتثبت منها 100% ولكنه لن يعتذر قبل صدور نتائج التحقيق. وأضاف "إن ثبت أن ما صرح به الضيف كان كذبا فسنعتذر" . عندما يتحدّث شخص لا يمت للشجاعة "وان كانت شجاعة تهور" بصلة ، ويعرف الجميع مناقبه في عهد بن علي، وأنّه غير قادر على تحمّل مسؤوليّاته في خبر رياضي بسيط ناهيك على أن تكون مسرحيّة تستهدف زعزعة الأمن وزرع الفتنة ، فإنّه بالتأكيد تكمن خلف الورتاني شخصيّة نافذة تقول له "أنت جيب الي يخدم المهمة وقول الي تحب وأنا راسي يسدّ" .