بمناسبة الذكرى 58 للإستقلال، اصدرت حركة النهضة بيانا حيت فيه الشعب التونسي بهذه المناسبة، و فيما يلي نص البيان: يحيي الشعب التونسي بكامل الفخر الذكرى الثامنة والخمسين للإستقلال وهو ينخرط في مرحلة جديدة من البناء والتأسيس لتجربة ديمقراطية تترسخ قدمها كل يوم في تربة تونس الطيبة. إننا نستقبل ذكرى الإستقلال ونحن أكثر يقينا أن نظاما جديدا على أنقاض نظام الفساد والإستبداد قد وضعت أسسه. إن دستور الجمهورية الذي سنه ممثلو الشعب في المجلس الوطني التأسيسي بتصويت يشبه الأجماع يعطي معنى إيجابيا ومضمونا جديدا للإستقلال ويمثل أفضل هدية لشعبنا الذي صبر عقودا على دكتاتورية لم تكن تقيم اعتبارا لدستور ولا لقانون، كما سيظل دستور الجمهورية الجديد علامة فارقة في مسار ثورتنا المجيدة ومنجزا تاريخيا تتباهى به أجيال التونسيين والتونسيات. إن حركة النهضة، وهي تشارك شعبنا إحياء ذكرى الإستقلال، تذكر انه بعد المصادقة على الدستور حقق التونسيون إنجازا تاريخيا ليس له شبيه ولا نموذج سابق عندما أقدمت حكومة الترويكا برئاسة السيد علي العريض على الإستقالة والتسليم الطوعي للحكم، في مشهد رائع للتداول السلمي على السلطة، وذلك لصالح حكومة توافقية مستقلة تشرف على ما تبقى من المرحلة الإنتقالية وتنجز الإنتخابات قبل نهاية السنة الجارية. إن شعبنا يحتفي بذكرى الإستقلال وهو لا يفتأ يراكم الإنجازات على طريق التأسيس للديمقراطية وتحقيق مطالب الثورة في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية وهو أثناء تلك المراكمة يلاحظ ما يحدث في بعض بلدان الثورات العربية ويفخر بسداد رؤية نخبه السياسية وأحزابه الوطنية التي لم يمنعها التنافس والصراع السياسي من تغليب الحواروالتوافق ووحدة الصف الوطني وإرساء قواعد التعايش السلمي بين الفرقاء. غير أن سعادتنا بإنجازاتنا لا تزال تنغصها التهديدات الإرهابية التي يتصدى لها بفعالية البواسل من قواتنا الأمنية وجيشناالوطني. إن قبح وجه الإرهاب وجرائمه في حق أبناء شعبنا من العسكريين والأمنيين والمدنيين لن يزيد التونسيين إلا إصرارا على التصدي لهذه الآفة ومساندة إجهزتنا في القضاء عليها. كما أن سعادتنا بإنجازاتنا لا تزال تنغصها الإضطرابات الإجتماعية والإضرابات العشوائية وتعطيل عجلة الإنتاج والعمل والمطلبية المشطة. إن بلادنا بحاجة اليوم إلى تثمين ثقافة العمل وبذل الجهد والمبادرة واحترام القانون بدل ما انتشر في مجتمعنا من نزعات التواكل وخرق القوانين. إن حركة النهضة تؤكد أن الإستقلال يتحقق بتكريس الإرادة الشعبية الحرة، والتونسيون مصممون اليوم على المضي في هذا الإتجاه عبر تأمين الوصول للإنتخابات في مناخات أمنية وسياسية واجتماعية تحقق الشفافية والنزاهة وحرية الإختيار. عاشت تونس والمجد لشعبنا. عن حركة النهضة رئيس الحركة الأستاذ راشد الغنوشي