أبرز السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشوءون الخارجية المنزلة الاستراتيجية التي يتصدرها العمل المغاربي المشترك ضمن اهتمامات الرئيس زين العابدين بن علي وثوابت سياسته الخارجية منذ التغيير بالنظر الى العمق الاستراتيجي للمنطقة المغاربية وللقواسم المشتركة التي تجمع دوله والتي جعلت من المغرب العربي أحد أكثر مناطق العالم الموهلة للتكامل والاندماج. وأكد الوزير لدى افتتاحه صباح اليوم الثلاثاء بمقر المعهد العربي لروءساء الموءسسات بضفاف البحيرة بتونس أشغال الندوة السنوية الثامنة التي نظمها مركز جامعة الدول العربية حول موضوع “المغرب العربي في مفترق الشراكات: المجتمع المدني المغاربي ومشاركته في بناء صرح المغرب العربي” الاهمية الخاصة التي تكتسيها هذه الندوة باعتبارها تتزامن مع احياء تونس وأشقائها الدول المغاربية موءخرا الذكرى العشرين لقيام اتحاد المغرب العربي التي كانت مناسبة أكدت من خلالها كل بلدان المنطقة تمسكها به خيارا استراتيجيا ومكسبا حضاريا لشعوبها. ولاحظ أنه رغم بعض الصعوبات الظرفية التي شهدتها مسيرة العمل العربي المشترك فقد أمكن بفضل تضافر جهود دول المنطقة وضع منظومة تشريعية وموءسساتية وأطر للتعاون تعنى بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية وغيرها من القطاعات والميادين مشيرا الى ضرورة مضاعفة الجهد من أجل استكمال بناء الصرح المغاربي بما يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة. وأضاف السيد عبد الوهاب عبد الله أن التحولات السياسية السريعة والتقلبات الاقتصادية العالمية وما تفرزه من انعكاسات سلبية على مختلف دول العالم تقتضي مزيد العمل على تعزيز مقومات الاندماج المغاربي وتحقيق التكامل بين سياسات دول المنطقة في مختلف المجالات بما يوءمن تفعيل دور اتحاد المغرب العربي وتبوأه المكانة التي هو بها جدير على الساحتين الاقليمية والدولية. وأوضح أن الاندماج المغاربي يمثل كذلك أحد مقومات تعزيز قدرة الدول المغاربية على الانخراط في منظومة الاقتصاد العالمي وعلى مجابهة ما تطرحه من تحديات وعلى اقامة شراكات متكافئة مع عدد من التكتلات والقوى السياسية والاقتصادية على الصعيدين الاقليمي والدولي لاسيما مع الاتحاد الاوروبي ومختلف أطر التعاون الاورومتوسطي فضلا عن الاطراف الدولية الفاعلة مثل الولاياتالمتحدةالامريكية والصين الشعبية وروسيا واليابان وغيرها من الدول الصاعدة. كما بين الوزير أن الاحداث التي شهدتها المنطقة العربية في الفترة الاخيرة أكدت أهمية تعزيز دور اتحاد المغرب العربي كرافد من روافد العمل العربي المشترك والية تكرس خدمة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية مشيرا من جهة أخرى الى الدور الكبير الذى يمكن أن يضطلع به الاتحاد على الصعيد الافريقي من خلال الاسهام في تعزيز مقومات الامن والسلم والتنمية بالقارة وتأمين تفاعلها الايجابي مع بقية التكتلات الاقليمية. وأكد أن الاهتمام بالابعاد السياسية والاقتصادية لا يجب أن يحجب الاهمية البالغة للجوانب الاجتماعية والثقافية والتربوية للعمل المغاربي المشترك الذى يتعين قيامه على مقاربة شاملة ترسخ الايمان بوحدة المصير في وجدان كل مواطن مغاربي مبرزا أهمية الدور الموكول لمختلف مكونات المجتمع المدني بالمنطقة في تمتين جسور التواصل بين الشعوب المغاربية واذكاء الروح المغاربية المشتركة ونشر قيم التاخي والتضامن في الفضاء المغاربي. وبين أن المجتمع المدني بما يزخر به من طاقات وقدرات يمثل سندا للجهود الرسمية الهادفة الى تسريع نسق مسيرة التكامل والاندماج في المنطقة والى دفع مسيرة اتحاد المغرب العربي ودعم تموقعه كتكتل اقليمي له وزنه ومكانته مشيرا الى أن مساهمة المجتمع المدني في عملية بناء صرح الاتحاد أضحت اليوم ضرورة حيوية للتكيف مع المعطيات الجديدة للواقع الجيوسياسي الدولي والاقليمي لاسيما في الفضاءات المحيطة بالمنطقة المغاربية. وأعرب عن يقينه في قدرة المجتمع المدني بالدول المغاربية على ادخال ديناميكية ايجابية جديدة على المنطقة المغاربية عبر مد جسور التواصل والحوار بين مختلف مكوناته من أحزاب ومنظمات وجمعيات واتحادات ومنابر ومنتديات ناشطة في شتى الميادين التنموية والتربوية والاعلامية والثقافية والشبابية. وأضاف وزير الشوءون الخارجية أن مكونات المجتمع المدني بدول المنطقة مدعوة أكثر من أى وقت مضى الى تفعيل علاقات التعاون فيما بينها والعمل على اقامة شراكات بناءة تساعد على نحت /مجتمع مدني مغاربي/ يساهم بفاعلية في تعزيز مقومات الاندماج المغاربي وفي دعم قدرة الدول المغاربية على مجابهة التحديات التي تواجهها المنطقة وكسب الرهانات المطروحة. وبعد أن أشاد بالاسهام الفاعل لكل من الاتحاد المغاربي لاصحاب الاعمال والاتحاد المغاربي للفلاحين واتحاد المصارف المغاربية في دعم مسار الاندماج الاقتصادى المغاربي أكد السيد عبد الوهاب عبد الله على ضرورة تعبئة جهود الجميع من حكومات وبرلمانات ومجتمع مدني بمختلف مكوناته من أجل تذليل كل الصعوبات لاستكمال بناء الصرح المغاربي وتحقيق التكامل والاندماج بالمنطقة استجابة لتطلعات شعوبها الى العيش في كنف الامن والاستقرار والرخاء. وكان السيد الشاذلي النفاتي الامين العام المساعد رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس قد عبر في كلمته عن امتنانه لما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي للمركز من عناية ودعم متواصلين مشيدا بمبادرات سيادته الهادفة الى تفعيل العمل العربي المشترك عامة والعمل المغاربي بصفة خاصة. وذكر بان “بيان مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي” الذى انبثق عن القمة العربية بتونس سنة 2004 ابرزدور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في هذه المسيرة. واكد في السياق ذاته حرص الامانة العامة لجامعة الدول العربية على متابعة تنفيذ القرارات الواردة في البيان الختامي لقمة الكويت الاقتصادية الرامية الى دعم جهود منظمات المجتمع المدني على الصعيدين الوطني والعربي والعمل على ايجاد اليات شراكة بين الحكومات وموءسسات المجتمع المدني وترسيخها فعليا على ارض الواقع. ولاحظ السيد الشاذلي النفاتي ان ما يتسم به الوضع العالمي من تحولات في العلاقات الدولية وما تفرزه العولمة الاقتصادية والازمة المالية العالمية من تداعيات وتحديات يستدعي تشريك مختلف الاطراف ومضاعفة الجهود من اجل اقامة صرح مغاربي مندمج ومتكامل اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا في اطار شراكة فعلية بين كافة فئات المجتمع المغاربي وحكوماته من جهة وبين بقية الفضاءات الاقليمية من جهة اخرى. ويتضمن برنامج الندوة التي يشارك فيها نخبة من الباحثين والكفاءات المغاربية ثلاثة محاور رئيسية يعني الاول ب ” تقييم وضع المجتمع المدني في المغرب العربي”ويهتم الثاني ب”مساهمة المجتمع المدني في البناء المغاربي” في حين يتناول المحور الثالث مسالة ” الثقافة والاعلام والرياضة في خدمة البناء المغاربي”.