تلتئم الدورة 27 لمعرض تونس الدولي للكتاب من 24 افريل الى 3 ماي 2009 بقصر المعارض بالكرم وتتميز بزيادة في عدد الناشرين التونسيين لتبلغ 95 ناشرا مقابل 84 في الدورة السابقة. وفي هذا السياق اكد السيد بوبكر بن فرج مدير هذه الدورة خلال ندوة صحفية انعقدت اليوم الثلاثاء بالوكالة التونسية للاتصال الخارجي ان هذه الزيادة تعد مهمة وهي تعكس الانتعاشة الملموسة التي تشهدها حركة نشر الكتاب بتونس خلال السنوات الاخيرة خصوصا منذ الغاء الرقابة الادارية على الكتاب وبفضل الدعم المهم الذى تخصصه الدولة للتشجيع على نشر الكتاب وتوزيعه. واعلن ان الدورة 27 ستسجل مشاركة 34 بلدا و5 منظمات اقليمية ودولية وسيصل عدد دور النشر الممثلة في المعرض الى 1064 دار نشر من بينها 95 دار نشر تونسية و176 دار نشر تشارك لاول مرة. وفي ما يتعلق بعدد العارضين فستسجل الدورة مشاركة 323 عارضا من ضمنهم 106 عارض تونسي و193 عارضا عربيا. ومن البلدان التي ستشارك لاول مرة اليمن والمانيا والنمسا والمجر وسويسرا. ولا تكتفي مختلف البلدان المشاركة باقامة اجنحة لعرض الكتب وبيعها بل تساهم في تنشيط المعرض واثراء فعالياته الثقافية. وستكون مدينة القدس ضيف شرف هذه الدورة باعتبارها عاصمة للثقافة العربية لسنة 2009 اذ ستقام معارض هامة تبرز جوانب من تراث هذه المدينة العريقة واوجها من الحياة المتجددة فيها الى جانب تخصيص جناح ثرى لدور نشر فلسطينية. واشار من جهة اخرى الى ان هذه الدورة الجديدة ستقام في اطار سنة استثنائية مثقلة بالمواعيد الثقافية الكبرى على غرار الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009 ومائوية كل من الشاعر الخالد ابي القاسم الشابي والاديب المبدع علي الدوعاجي والشيخ العلامة الفاضل ابن عاشور ومائوية المسرح التونسي مفيدا ان رواد المعرض الذى سيفتح للعموم يوم 25 افريل سيجدون فيه صدى جل هذه المحطات والاحداث الثقافية. ومن ضمن هذه المحطات ايضا تنظيم الاستشارة الوطنية الموسعة حول “الكتاب والمطالعة” التي اقرها الرئيس زين العابدين بن علي سنة 2009 في اطار الحرص على اشاعة التعامل مع الكتاب وايجاد السبل الكفيلة لغرس تقاليد المطالعة على اوسع نطاق. وقد تم اختيار الدورة 27 لمعرض تونس الدولي للكتاب لتكون منطلقا لهذه الاستشارة التي سيشارك في مختلف مراحلها كل الهياكل والهيئات والافراد المعنيين بالكتاب تاليفا ونشرا وصناعة وتوزيعا وقراءة. وتبعا لذلك جرى السعي الى تشريك دور نشر تونسية ناشئة خاصة وان الناشرين التونسيين اصبحوا يستعدون استعدادا جيدا لهذه التظاهرة. ويتمثل الجانب الفكرى في الدورة 27 لمعرض تونس الدولي للكتاب في عقد ثلاث ندوات دولية هي “الكتاب الالكتروني في تونس والعالم” وذلك يوم 25 افريل و”الفن المسرحي بين النص والركح” 29 من الشهر نفسه و”الرواية العربية في مطلع القرن الحادي والعشرين” 2 ماي المقبل. وفي اطار الاحتفاء بالذكرى المائوية لميلاد الاديب التونسي علي الدوعاجي سيتم اصدار نشرية متميزة حوله اضافة الى تنظيم امسية ادبية يستعرض فيها عدد من الادباء والمثقفين الاوجه المتعددة لهذه الشخصية. كما ستعمل هذه الدورة على تكريم نخبة من الوجوه التي تميزت بعطائها الابداعي او لعبت دورا مهما في احياء الحركة الثقافية في العالم العربي ومن ضمنهم الورائي العربي الراحل الطيب صالح الى جانب تكريم ثلاثة من كبار الناشرين العرب كانوا من اوفياء معرض تونس الدولي للكتاب وهم عبود عبود مؤسس دار الجيل وسهيل ادريس مؤسس دار الاداب (لبنان) ومحمد مدبولي موءسس مكتبة مدبولي (مصر). وفي السياق ذاته ستتم استضافة عدد من الكتاب العرب والاجانب من اجيال واختصاصات مختلفة ومن بين الاسماء المعروفة السورى حيدر حيدر والجزائرى رشيد بوجدرة والمصرى مكاوى سعيد والسعودية زينب احمد حفني والالماني ايليا تروجانوف والفرنسي/الافغاني عتيق رحيمي الحائز على جائزة غنكور لسنة 2008 . كما سيحضر كتاب تونسيون مهمون من المهجر من ضمنهم الحبيب السالمي ومصطفى التليلي وابوبكر العيادي. وفي جانب اخر اصبح حضور الشعر في معرض الكتاب عنصرا اساسيا اذ ستقام امسية شعرية بمشاركة نخبة من كبار الشعراء التونسيين والعرب. وستشهد ايام المعرض لقاءات وورشات حول مواضيع مختلفة من بينها “التونسيون والنشر بالخارج” فضلا عن لقاء مع السيدة فرانسواز نيسان صاحبة دار نشر “اكت دي سود” الفرنسية التي ستحاضر حول الدور الذي تلعبه دور النشر في ربط الحوار بين الثقافات. وسيكون للاطفال نصيب في المعرض من خلال 122 نشاطا متنوعا لفائدتهم من ذلك مجموعة من العروض الفرجوية والتنشيطية وورشات للتدريب على الكتابة والمطالعة. وسعيا لاستجلاب اكبر عدد ممكن من الشباب لمواكبة هذه التظاهرة سيقع توفير حافلات خاصة بالطلبة تنطلق يوميا ذهابا وايابا من المركبات والمبيتات الجامعية في اتجاه المعرض. كما تمت دعوة المندوبيات الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث لتنظيم رحلات من داخل الجمهورية لزيارة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين.