أكد السيد حاتم بن سالم وزير التربية والتكوين يوم الخميس بقمرت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع عشر للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الكسو” التزام تونس الثابت بدعم العمل العربي المشترك.وأوضح أن تونس أدركت أن التحدي الذي يواجه اليوم شعوب المنطقة العربية يتمثل في القدرة على الاندراج في ثقافة كونية ومثل إنسانية ساهمت كل الحضارات في إرسائها.وبين أنه من هذا المنطلق راهن الرئيس زين العابدين بن علي على الإصلاح التربوي والثقافي العميق على أساس بناء مجتمع المعرفة والتأسيس لمدرسة الغد والإعداد لحضور ثقافي فاعل في المحيط الإقليمي والدولي وهو ما مكن تونس من تنمية مواردها البشرية وتطوير نظام التربية والتكوين وصياغة أنماط مستحدثة من العمل الأكاديمي ودفع النخب العلمية والثقافية نحو مزيد من الإبداع والانجاز والإضافة. ولاحظ أن العولمة فرضت نفسها على الحياة المعاصرة وأضحت تمثل تهديدا لكيان الهويات الثقافية وطمس الخصوصيات الحضارية للأمم داعيا منظمة الالكسو إلى إنشاء منبر فكري لدراسة هذه الظاهرة وفهم عمقها وإيجاد الحلول والآليات الكفيلة بالدفاع عن خصوصيات الثقافة العربية وترسيخ جذورها وتأمين وجودها. وبين أن إصلاح أوضاع الأمة العربية إصلاحا حقيقيا يمر حتما عبر إصلاح منظومة التربية والتكوين معتبرا خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي تم إقرارها خطة طموحة تستدعي إحكام آلياتها التنفيذية كي تصبح قابلة للتطبيق. ودعا الوزير المنظمة إلى ايلاء مزيد العناية بتطوير البرامج المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والى توظيف إمكانيات الاتصال الحديثة لتحصين الهوية الوطنية ودعم الرصيد الثقافي للشعوب العربية وتمكينه من غزو سوق الثقافة العالمية. وأكد أن تونس ستواصل بذل أقصى الجهود للإسهام مع بقية الدول العربية في رعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بما يساعدها على أداء مهامها في أفضل الظروف وعلى تحقيق أهدافها المرسومة. وأعرب الوزير في خاتمة كلمته عن الأمل في أن تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق جراء الاعتداءات اليومية السافرة والمحاصرة الكاملة وانتهاك المقدسات الروحية والمعالم الثقافية داعيا إلى وقفة عربية حازمة مع الفلسطينيين من أجل استرداد حقوقهم كاملة في الأرض والدولة والقدس عاصمة وعودة اللاجئين إلى ديارهم.