أخبار تونس– تعد الغابات، في تونس، إضافة إلى بعدها البيئي الهام، موردا اقتصاديا هاما لسكان المناطق الغابية وقطاعا يوفر الدخل لمئات الآلاف من السكان بصفة كلية أو جزئية . وتأوي الغابات التونسية، التي تنتشر في الغالب، بشمال البلاد، حوالي 900 ألف ساكن يعيش بعضهم بصفة مباشرة من هذه الغابات وذلك وفقا لما جاء في التقرير الوطني حول وضع البيئة في تونس لسنة 2006. ويشير التقرير إلى أن الكثافة السكانية بهذه المساحات تقارب 90 ساكنا في الكلم بنسبة تقدّر ب10 من سكّان البلاد و23 من مجموع سكان الريف. ولضمان ديمومة الغابات وإحكام استغلال مواردها، تم اعتماد مبدأ لمقاربة التشاركية في تصور المشاريع الغابية المندمجة وإنجازها والنهوض بالمرأة الريفية وإدماج بعد التنمية المستديمة في مختلف قطاعات التنمية، إضافة إلى حماية الغابات من الحرائق. وتولي جهة زغوان، على سبيل المثال، عناية خاصة بسكان الغابات ، للارتقاء بمستوى عيشهم من خلال تشريكهم في المخططات الهادفة إلى تنمية المناطق الغابية التي تمتد على 80 ألف هكتار أي ما يمثل نسبة 24 فاصل 9 بالمائة من المساحة الجملية للجهة. وتنتج هذه الغابات 10 آلاف متر مكعب من الخشب و9 آلاف لتر من زيت الإكليل و5 أطنان من “الزقوقو” و4 أطنان من “الخروب” وبذور أخرى مختلفة فضلا عن استغلال ألف هكتار لإنتاج “الكبّار”. وتشكل الغابة بالنسبة لسكانها الذي يناهز عددهم أكثر من 44 ألف ساكن، موطن رزق من خلال استغلال إمكانياتها الإنتاجية وما توفره من مستلزمات للاستعمال اليومي. وتسعى الولاية بالنسبة إلى الفترة القادمة إلى الحث على إحداث مجامع تنمية فلاحية في سائر المناطق تسهم في حماية الثروات الغابية وتنميتها وذلك بإقرار حوافز لتشجيع متساكني الغابات وتكوينهم للغرض. وقد تم بالجهة في السنوات الأخيرة تنفيذ 7 مشاريع فلاحية كبرى لتحسين ظروف العيش بالغابات باعتمادات فاقت 73 مليون دينار. وتضمنت بالخصوص مشروع تنمية فلاحية مندمجة بجنوب شرق الولاية اهتم بتدريب المرأة الريفية على التعامل السليم مع محيطها الطبيعي من خلال تكوينها بالخصوص في مجال تقطير النباتات الغابية وفي إحداث موارد رزق في تربية الماشية والنحل والدواجن.