دفع ثراء تراث جزيرة جربة الى ظهور عدة مبادرات للاستثمار فيه وتوظيفه خدمة لعدة اهداف منها تنمية السياحة الثقافية وحفظ هذه الذاكرة من النسيان والاندثار.ولعل متحف جربة للتراث التقليدى الذى افتتح يوم 17 ديسمبر 2008 احدى هذه المبادرات المتميزة التى تندرج فى اطار دعم الدولة للسياحة الثقافية ليكون لبنة جديدة تنضاف الى المنتوج الاثرى والسياحى. ورغم ان جربة كما يراها العديد متحف مفتوح فقد نجح هذا المتحف الجديد ان ينقل جزءا من مخزون تراثى خصب وعميق واستطاع ان ينتقى عينات جيدة تعطى للزائر فكرة واضحة على التراث الجربى وتبعث فيه التوق لاستكمال معرفته والغوص فى كنهه من خلال التعرف عن قرب على مشاهد من هذا التراث ومن العادات والتقاليد وملامستها على الواقع المعيشى بجزيرة تداولتها الاساطير والميثولوجيا وجعلت منها جزيرة للاحلام يروى متحف جربة للتراث التقليدى بصور ومجسمات وبوسائل سمعية بصرية حديثة مختلف اوجه التراث بجربة وكل اطوار الحياة اليومية وتطويع اهل الجزيرة للطبيعة خدمة لاغراضهم الحياتية وتفنن الجربى فى عديد الحرف وما اضفاه من مسحة ابداعية وجمالية عليها. بدخول الزائر لهذا المتحف يتعرف تاريخيا وجغرافيا على الجزيرة وعلى سكانها وما تلاحق عليها من حضارات ثم يغوص شيئا فشيئا فى تراث هذه الجزيرة فيعيشه وقد ينصهر فيه ليقف وقفة تامل داخل هذا المتحف الذى تطرق الى ادق تفاصيل الحياة الجربية وتضمن عينات من التراث المعمارى وفنون العيش والحياة الاصيلة. فقد صور المتحف المنزل الجربى والانشطة الفلاحية والصيد البحرى وطرقه الخاصة وصناعة الفخار وعادات الجربى فى التغذية والاكل التى تقوم على ما تتيحه الفلاحة البرية والبحرية للجهة ليكتسب فى ذلك تقاليد فى تصبير المنتجات الفلاحية على غرار التين والزبيب وانواع من السمك الصغير يسمى “الوزف” والتمور والقديد. كما اشتمل على نماذج من لباس المراة وصناعة النسيج والمصوغ وعادات العرس التقليدى والموسيقى التقليدية الجربية. يذكر ان هذا المتحف الذى يمتد على مساحة مغطاة 2000 متر مربع انجز فى اطار التعاون مع البنك العالمي للنهوض بالسياحة الثقافية بتكاليف بلغت 4 ملايين دينار.