تزخر ولاية المنستير بعدة مواقع اثرية ومعالم تاريخية وتتوفر على خمسة متاحف منها متحف بمدينة جمال أسس فى 26 ديسمبر 2002.ويضم 700 قطعة معروضة تبرع بجلها أهالى هذه المدينة وتكمن أهمية هذا المتحف الذى يحفظ التراث الشعبى التونسى وبالخصوص التراث الشعبى لمدينة جمال التى كانت من أبرز مراكز التصوف فى الساحل والشهيرة بنشاطاتها الفلاحية وبتطور بعض الحرف فيها منها بالخصوص حرفة الخشب. حيث ظلت جمال والى وقت قريب المزود الرئيسى للجهة وغيرها من مدن البلاد من الادوات الفلاحية كالمحارث والسلاليم والادوات المنزلية مقر المتحف الواقع فى قلب المدينة العتيقة التى تضم عديد الجوامع والمساجد والزوايا هو معلم أثرى شاهد على حركة التصوف التى عرفتها جمال فهو مقام الولى الصالح سيدى علي بلخرية شيد فى أوائل القرن التاسع عشر ميلادى ويمسح 120 مترا مربعا. ويتميز بعمارة عربية اسلامية وهو يشتمل على القبة حيث يوجد ضريح هذا الولى الصالح علاوة على قاعتين وباحة. وحافظت جمعية صيانة مدينة جمال التى أسست هذا المتحف وتشرف عليه على سلامة المقام أو القبة التى يزورها السكان لقراءة الفاتحة في حين حولت بقية فضاءات المعلم الى قاعة عرض للباس التقليدى لسكان مدينة جمال والذهب والنقود والات موسيقية والغرفة العربى أو ما يسمى باللغة العامية البيت العربى الجمالى وقاعة عرض ثانية تحتوى على عدد من المخطوطات وعلى مشهد من /الكتاب/ او المدرسة القرانية بلوحاته الخشبية الكبيرة والمحبرة الحجرية ومختلف الادوات التى كانت تستعمل فى الكتاتيب وهذه باحة المتحف تشتمل على البرطال الذى عرضت به أدوات جنى الزيتون وتحويله وجناح السقيفة حيث الصوف وأدوات حياكته ولوحات عن الانشطة اليومية للمرأة وجناح المسقف أين أقيمت العريشة بمختلف أدوات صنع الخبز وطهيه فى الطابونة وجناح النوالة مع مختلف أدوات المطبخ التونسى الاصيلة وجناح الالعاب الشعبية كالدوامة أو النحلة والزربوط حسب التسمية الشعبية وجناح الصناعات النحاسية والصناعات الحديدية والمتحف ثرى بالادوات الفلاحية النادرة وبالادوات المصنوعة من الحديد والتى تروى كل قطعة منها تاريخا حافلا يكشف براعة الحرفى التونسى واتقانه لصنعته ومدى تطور النشاط الفلاحى فى تونس والتبادل التجارى مع شعوب أخرى وتطور حرف النسيج واللباس. وهناك عدة قطع من الخشب أو الفخار أو النحاس تروى تاريخ المطبخ التونسى منذ العهد البربرى الى اليوم وصرح السيد رضا بن حمودة رئيس جمعية صيانة مدينة جمال لوكالة تونس أفريقيا للانباء أن الجمعية تركز الان على جمع أكبر عدد ممكن من القطع علما بان عددها تطور من 500 قطعة سنة 2002 الى 700 حاليا وعلى جمع المعلومات حول التراث الشعبى لمدينة جمال وأشار الى أن نظاما لحماية سلامة المتحف بصدد الاعداد بالاضافة الى موقع على شبكة الانترنات مؤكدا أن هذا المتحف فى حاجة الى مزيد العناية والدعم من الاهالى وغيرهم .