افتتح صباح الاثنين بقمرت فى الضاحية الشمالية للعاصمة موءتمر اقليمي تحضيرى للموءتمر الدولي السادس المقرر عقده في ماى 2009 بالبرازيل وذلك ببادرة من منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو بالتعاون مع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الكسو . ووضع الموءتمر الذي تتواصل أعماله ثلاثة أيام تحت شعار “الاستثمار في تعليم الكبار: بناء مجتمعات المعرفة والتعلم في المنطقة العربية”. ويتناول خلاله ممثلون عن الدول العربية واقع مجال تعليم الكبار في المنطقة العربية وتحديد اهم التحديات المستقبلية الى جانب تعزيز تبادل الخبرات واقتراح توصيات عملية لتطوير برامج تعليم الكبار. ولدى افتتاحه الاشغال ابلغ السيد على الشاوش وزير الشوءون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج الحاضرين مشاعر تقدير الرئيس زين العابدين بن على الذى اذن باستضافة تونس هذا الموءتمر مشيرا الى انعقاده فى فترة تشهد خلالها ارض غزة المحاصرة فى فلسطين عدوانا وحشيا عنيفا يطال المدنيين فى بيوتهم ويخلف مئات الضحايا والاف الجرحى والدمار الواسع. وذكر بموقف تونس الثابت الى جانب الحق الفلسطيني والذى عبر عنه رئيس الجمهورية بمناسبة حلول السنة الادارية الجديدة عندما اكد بالخصوص ان عقد قمة عربية لا بد ان يتجاوز مجرد اصدار قرارات التنديد والادانة والاستنكار الى موقف حازم له جدواه فى الاسهام فى وضع حد لنزيف الدماء الفلسطينية الزكية وفتح المجال مجددا امام الحل السلمي المنشود. ودعا الوزير الحاضرين الى الوقوف دقيقة صمت ترحما على ارواح الشهداء من ابناء غزة. وتناول فى كلمته جهود تونس لتقليص نسبة الامية من خلال النتائج الايجابية للبرنامج الوطني لتعليم الكبار الذى اقره الرئيس زين العابدين بن على منذ سنة 2000 فابرز اهداف البرنامج المتمثلة فى القضاء نهائيا على الامية وارساء مبدا التعلم مدى الحياة والمساهمة فى بناء مجتمع المعرفة. وبين ان العدد الجملي للمتحررين من الامية بلغ اكثر من 461 الف مواطن ومواطنة ثلثهم من الشبان دون 30 سنة ومن ضمنهم 360 الف فتاة وامراة. ومن المتوقع ان يبلغ عدد المتحررين من الامية خلال العام الدراسي الحالي حوالي 85 الفا مواطن ومواطنة. واكد الوزير التزام تونس بتعهداتها الدولية والاممية المتعلقة بتعليم الكبار مشيرا الى انه ينتظر بالخصوص ان تنزل نسبة الامية في صفوف الشباب دون 30 سنة الى اقل من 1 بالمائة مع نهاية السنة الدراسية 2009/2010 . ودعا الى بذل مزيد من الجهد على الصعيد العربي لتجاوز النقائص بهدف الايفاء بالالتزامات المنبثقة عن المنتدى الدولي حول التربية للجميع في افق سنة 2015 وعشرية الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة 2003/2012 والاهداف الانمائية للالفية والتى تنص على تحقيق تحسن بنسبة 50 بالمائة في مستويات محو الامية وتعليم الكبار بحلول سنة 2015 . وابرز ممثل منظمة يونسكو من جهته اهمية تطوير برامج تعليم الكبار في البلدان العربية باعتبار الاستثمار في تعليم الكبار عاملا مهما لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية مستعرضا اهداف الموءتمر الدولي لتعليم الكبار بالبرازيل ومنها بالخصوص بحث طرق ووسائل خطط عمل جديدة في مجال محو الامية. وثمن ممثل ايسيسكو نجاحات البرنامج الوطني لتعليم الكبار فى تونس موءكدا استعداد المنظمة للتعاون من اجل تعميم هذه التجربة الناجحة على عدد من الدول الاعضاء. وتطرق ممثل الكسو الى التحديات التى تواجهها المجتمعات العربية في ظل ارتفاع نسبة الامية سيما المتعلقة بتحسين القدرة الانتاجية للاقتصاد وتحقيق مجتمع المعرفة. وابرز التقرير الاقليمي الذى تم اعداده بمناسبة انعقاد الموءتمربالاستناد الى التقارير الوطنية حول برامج تعليم الكبار في الدول العربية بالخصوص جهود هذه البلدان لتقليص نسبة الامية خصوصا لدى فئة الشباب ومدى التزام المجتمع المدني بمعاضدة ما تضعه الحكوماتمن برامج وخطط لبلوغ هذا الهدف. كما تناول التقرير التحديات المستقبلية التى تواجهها المنطقة العربية في اكتساب المعرفة لاسيما فى مجال التوفق في تلبية حاجيات من يتلقون التعليم.