تحيى تونس يوم الخميس 8 جانفي مع البلدان العربية اليوم العربي لمحو الامية محققة تقدما فى المجال يترجمه حجم الاستثمار فى تعليم الكبار وما حققته من مؤشرات فى تقليص الامية بنسب ملحوظة.ويندرج البرنامج الوطني لتعليم الكبار الذي أذن الرئيس زين العابدين بن على بإحداثه سنة 2000 في اطار مقاربة استشرافية جعلت من التعلم مدى الحياة مقوما اساسيا لبناء مجتمع المعرفة ورفع التحديات المستقبلية. وتمكنت تونس الى غاية جوان 2008 من تحرير اكثر من 460 الف دارس ودارسة من الامية اى بمعدل سنوى يناهز 57 الف مواطن ومواطنة. وتفوق نسبة المتحررين من الامية في صفوف الشباب دون 30 سنة 34 بالمائة من مجموع المتحررين البالغ عددهم 89556 متخرج. وتقارب نسبة المتحررات 78 بالمائة في حين تناهز نسبة المتحررين من الامية في الوسط الريفي 54 بالمائة من العدد الاجمالي. وقد تضمن برنامج رئيس الدولة لتونس الغد 2004-2009 اهدافا عملية وطموحة من ضمنها النزول بالمعدل الوطني للامية الى اقل من 10 بالمائة والقضاء نهائيا على الامية في صفوف الفئة العمرية دون الثلاثين سنة فضلا عن مزيد تصويب البرنامج الوطني لتعليم الكبار نحو الفئات والجهات ذات الاولوية. ولقي البرنامج الوطني لتعليم الكبار منذ احداثه عناية خاصة من رئيس الدولة بما اتاح ادخال اصلاحات كمية ونوعية وتوفير امكانيات مادية وبشرية هامة الى جانب اقرار حوافز ساهمت في استقطاب عدد كبير من الدارسين وترغيبهم في الاقبال على متابعة دروس تعليم الكبار. وشهد البرنامج تطورا ملموسا على مستوى تطوير المناهج والوسائل التعليمية وانتاج دروس تلفزية في التواصل الاجتماعي في نطاق الاستجابة لانتظارات الدارسين والدارسات واستشراف متطلبات تعليم الكبار في المستقبل. وتمكنت المراكز النموذجية لتعليم الكبار التى تم احداثها في عدد من ولايات الجمهورية من الارتقاء من مرحلة محو الامية التقليدية الى مرحلة تدريب المتحرر من الامية على استخدام الحاسوب والاستفادة من الثقافة الرقمية. وقد بلغ عدد المراكز المحدثة الي حد الان 12 مراكزا ومن المتوقع ان يتم تغطية الولايات المتبقية مع نهاية 2009. وقد تركز العمل على وضع وتنفيذ برامج متنوعة تيسر الاندماج في الحياة العامة الي جانب تمكين الراغبين من الدارسين من تدريب مهني يمكنهم من المبادىء الاولية لبعض المهن التي هي في مستواهم وتمكن من تحسين قابلية التشغيل لديهم. ويولى البرنامج الوطني لتعليم الكبار مرحلة ما بعد التحرر من الامية عناية خاصة بهدف ترسيخ مكتسبات الدارسين وتامين عدم ارتدادهم الى الامية والانتقال بهم تدريجيا الى مرحلة التعلم الذاتي لتحقيق الاندماج الفعلي في الحياة العامة. وتستهدف هذه المرحلة الى جانب المتحررين من الامية المنقطعين مبكرا عن التعليم. وتتضافر الجهود من اجل مزيد تعزيز عملية ادماج المعوقين فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية وذلك من خلال استيعاب 1800 دارسا ودارسة سنويا من حاملي الاعاقة الخفيفة ضمن الانشطة التعليمية للبرنامج الذى امضى ثلاث اتفاقيات تعاون مع كل من الاتحاد التونسي لاعانة المتخلفين ذهنيا وجمعية تاهيل وادماج المعوقين والاتحاد الوطني للمكفوفين سعيا الى مزيد الاحاطة بهذه الفئات وتاطيرها. كما توسعت الشراكة مع المجتمع المدني من خلال احداث شبكة من الجمعيات المختصة في تعليم الكبار والجمعيات التنموية والاجتماعية تدعم جهود الدولة فى هذا المجال. وهى تضم ايضا شركاء البرنامج التقليديين مثل التجمع الدستوري الديمقراطي والاتحاد الوطني للمراة والمنظمة التونسية للتربية والاسرة. ويأتي احتضان تونس من 5 الى 7 جانفى 2009 للمؤتمر الاقليمي التحضيرى للمؤتمر الدولى السادس حول تعليم الكبار المقرر عقده فى ماى 2009 بالبرازيل اقرارا من المجموعة العربية بنجاح التجربة التونسية فى مجال تعليم الكبار وبما سجلته من تقدم فى محو الامية. وتؤكد النتائج التى حققها البرنامج الوطني لتعليم الكبار مدى حرص تونس على الايفاء بتعهداتها الدولية والاقليمية ذات العلاقة خاصة ما يتعلق بتحقيق تحسن بنسبة 50 بالمائة في مستويات محو الامية وتعليم الكبار مع حلول سنة 2015 .