أمام التصعيد المتواصل للعدوان الاسرائيلي على غزة واشتداد الاوضاع المأساوية والمعاناة التي يعيشها المدنيون في القطاع وارتفاع عدد شهداء وجرحى هذا العدوان جدد الرئيس زين العابدين بن علي انشغاله الكبير بهذه الاوضاع وأعطى تعليماته بمتابعة المجهود التضامني مع الشعب الفلسطيني الشقيق وتكثيفه.وفي هذا الاطار تم يوم الاربعاء توجيه الطائرة الثانية التي كان أذن بها سيادة الرئيس الى مدينة العريش بمصر والمحملة بالمساعدات من أدوية وأدوات طبية مساهمة من تونس في الجهود الطبية لفائدة المصابين في غزة. وأذن رئيس الدولة في هذا الصدد بالقيام بالاجراءات والاتصالات اللازمة لتعود هذه الطائرة وعلى متنها عدد من الجرحى الفلسطينيين قصد معالجتهم في تونس. وقد تم اتخاذ الاحتياطات الضرورية لتأمين نقل المصابين برفقة طاقم طبي. كما أذن سيادته بالقيام بالاستعدادات اللازمة لتوجيه طائرة مساعدات ثالثة في الايام المقبلة. وقد تم اليوم بمطار العوينة شحن طائرة ب10 أطنان من الادوية والادوات الطبية بحضور السادة علي الشاوش وزير الشوون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج وسلمان الهرفي سفير دولة فلسطينبتونس وشرف الدين قلوز رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي وابراهيم الغربي رئيس الهلال الاحمر التونسي. وصرح السيد علي الشاوش أن هذه الطائرة وهي الثانية من نوعها في ظرف اسبوعين المحملة بالمساعدات الموجهة الى الاشقاء الفلسطينيين الذين يتعرضون الى عدوان وحشي يزداد ضراوة من يوم الى اخر تجسد تضامن تونس قيادة وشعبا مع اخوانهم في فلسطين مذكرا بموقف الرئيس زين العابدين بن علي الثابت في دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة. وأبرز حجم التضامن التلقائي الذى عبر عنه التونسيون من كل الفئات والشرائح والجهات استجابة لنداء سيادة الرئيس بالتبرع بالمال وبالدم لضحايا العدوان موضحا أنه قد تم جمع كميات هامة من الدم التي سيتم ارسالها حال توفر الظروف الملائمة لاستلامها. ومن جهته أعرب السيد سلمان الهرفي عن شكره لتونس رئيسا وحكومة وشعبا على هذه الدفعة الثانية من المساعدات الى غزة موءكدا أن الرئيس زين العابدين بن علي كان دوما في طليعة الداعمين للشعب الفلسطيني في كل الاوقات وفي مختلف الظروف ولم يتردد لحظة واحدة في تقديم العون والمساعدة ومشاركة الشعب الفلسطيني محنه. ولاحظ الدكتور ابراهيم الغربي من ناحيته أن هذه المساعدات من الادوية التي تعكس المد التضامني الذى عبر عنه التونسيون استجابة لنداء رئيس الجمهورية من شأنها أن تخفف ولو بشكل ضئيل من معاناة الضحايا في غزة متوجها بالشكر الى كل من ساهم في تقديم هذه المساعدات.