شهدت الأيام الأخيرة نزول الأمطار علي جل مناطق البلاد بكميات هامة ساهمت في تموين مخزونات السدود بمختلف أحجامها حيث بلغت على إثرها إيرادات السدود 180 مليون متر مكعب. وتتوزع هذه الإيرادات بمعدل 142 مليون متر مكعب بسدود الشمال و32 مليون متر مكعب بسدود الوسط و6 مليون متر مكعب بسدود الوطن القبلي مما يجعل مخزون السدود يصل إلى 1180 مليون متر مكعب. كما ساهمت في تثمين منشآت المحافظة على المياه والتربة من سدود تلية وبحيرة جبلية. وبخصوص الانعكاسات على المياه الجوفية فتبرز خاصة وبصفة تدريجية علي الموائد المائية السطحية بالشمال والوسط مما يساعد هذه الموائد القليلة العمق على تجديد مخزونها المائي لاسيما بعدما عرفته من استغلال مكثف للآبار السطحية لتلبية حاجيات القطاع الفلاحي. وحسب معطيات وزارة الفلاحة والموارد المائية فإنه ينتظر أن يكون لهذه الأمطار الأثر الايجابي علي كامل قطاعات الإنتاج الفلاحي بفضل ضمان مخزون مائي في التربة بالإضافة لغسلها من الأملاح وخلق ظروف ملائمة لمواصلة نمو الزراعات. فبالنسبة للزراعات الكبرى التي هي في حالة نمو عادى ستواصل نموها في ظروف طيبة وتشجع الفلاحين علي القيام بعمليات العناية وخاصة التسميد الأزوطي ومكافحة الأعشاب الطفيلية. وبشأن الزراعات التي تأثرت من نقص الأمطار حيث شهدت نموا بطيئا أو لم تتمكن من الإنبات فمن المنتظر أن تساهم هذه الأمطار في تدارك هذا الوضع وتحسين حالتها في اغلب الحالات مع إمكانية إعادة البذر في بعض المساحات وخاصة انجاز بعض التوسعات في مناطق الوسط. وبالنسبة للمراعي فقد تحسن الوضع العام للمراعى التي تحصلت علي كميات مناسبة من الأمطار مما سيساهم في الحد من الضغوطات علي طلب الموارد العلفية ويساهم في تشجيع المربين علي الاحتفاظ بالقطيع. وفي ما يتعلق بالزيتون ستمكن هذه الأمطار من تحسين وضع الغراسات التي تأثرت من نقص الأمطار في بعض المناطق وتوفير مخزون في التربة سيساعد الزيتونة على مجابهة الفترة القادمة. وبخصوص الأشجار المثمرة ستمكن الأمطار القوارص المتأخرة من تحسين أحجام الثمار ومساعدة الأشجار علي استرجاع مدخراتها. كما ستساعد هذه الأمطار الغراسات بالنسبة لبقية الأشجار المثمرة علي الدخول في مرحلة النمو في أحسن الظروف كما ستساعد على تحسين نسبة نجاح الغراسات الجديدة في المناطق المطرية والترفيع في نسق الاحداثات. وبالنسبة للخضروات سيكون لهذه الأمطار الأثر الايجابي علي نمو الزراعات المركزة وتشجيع الفلاحين على الإقبال على التوسع في مساحات الخضروات. وقد كان لهذه الأمطار الأثر الطيب علي قطاع الفلاحة المطرية إذ ستمكن من تدعيم موسم الحبوب والأعلاف كما سيكون لها الأثر الايجابي علي المراعي والغابات. ويتعين التأكيد أيضا على التأثير الايجابي لهذه الأمطار علي المحيط من حيث تحسين نوعية المياه والتربة بتقليص الملوحة والمواد الملوثة. والملاحظ أنه على إثر تميز شهري نوفمبر وديسمبر 2009 بقلة الأمطار حيث كانت الكميات المسجلة علي اغلب الجهات دون المعدلات العادية فقد شهدت مختلف أنحاء البلاد تقلبات جوية تواترت خلال أيام 11 و12 و13 جانفي 2009 علي كامل البلاد وسجلت كميات هامة من الأمطار شملت بالخصوص ولايات الشمال والوسط كان لها انعكاسات ايجابية علي مخزون المياه السطحية والمياه الجوفية خاصة وعلي الموسم الفلاحي عامة. وقد تميزت هذه الأمطار بغزارتها حيث بلغت الكميات المسجلة خلال اليومين كميات قياسية كان أقصاها 177 مم ببرقو من ولاية سليانة وتجاوزت 100 مم بعديد المحطات نذكر منها عين دراهم 174 ومم وبوسالم 106 مم وفرنانة 122 مم وتيبار 126 مم والكريب 122 مم وزغوان 117 مم والوسلاتية 92 مم. وتجاوزت كميات الأمطار المسجلة 60 مم بكامل مناطق الشمال جانفي الجارى / وتراوحت بين 10 و60 مم بالوسط كما سجلت كميات غزيرة بمناطق محدودة من الجنوب الغربي حيث بلغت 54 مم بتمغزة من ولاية توزر. كما تعتبر أمطار شهر جانفي هامة حيث تراوحت بين 140بالمائة و200 بالمائة من المعدل العادي لهذا الشهر بالشمال