أعطى السيد عبد الرؤوف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث يوم الجمعة بمدينة نفطة اشارة انطلاق أعمال الندوة الاولى حول الشيخ محمد الخضر حسين واصلاح المجتمع الاسلامى بمناسبة احياء الذكرى الخمسين على وفاة هذا العلامة الذى ولد بمدينة نفطة ودرس بالزيتونة قبل ان ينتقل الى سوريا ثم مصر أين تولى مشيخة الازهر حتى وفاته.وتنتظم الندوة على امتداد ثلاثة أيام ببادرة من الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكرى التونسى بدعم من وزارتى الثقافة والمحافظة على التراث والشؤون الدينية ويشارك فيها نخبة من المفكرين والباحثين من تونس والجزائر وسوريا ومصر لتناول جوانب من حياة هذا العلامة وأعماله وفكره ومساهمته فى اثراء الفكر الاصلاحى الاسلامى خلال النصف الاول من القرن العشرين ومن المنتظر ان تليها ندوات اخرى لمزيد التعريف به. وتهدف هذه الندوة الى ابراز مميزات الفكر الاصلاحى الاسلامى انطلاقا من الشيخ محمد الخضر حسين الذى ارتبط اسمه بمسيرة الحركة الفكرية الاصلاحية والنظر فى مدى اشعاعها وتأثيرها فى فترة تاريخية حاسمة مثلت منعطفا فى تاريخ العالم العربى الاسلامى ونظرا الى أصول العلامة محمد الخضر حسين الجزائرية ونشأته وتكوينه التونسى وبروز شخصيته الفكرية والعلمية بكل من سوريا ومصر فان هذه الندوة تطمح الى المساهمة فى ترسيخ العلاقات الثقافية والفكرية بين المغرب والمشرق العربيين وبالخصوص بين تونس والجزائر وذلك من خلال مائدة مستديرة حول دور المثقف فى توثيق العلاقات الثنائية. وقد تميزت شخصية محمد الخضر حسين بالمساهمة الميدانية فى الحركة التحريرية لبلدان المغرب والمشرق وكانت له علاقات فكرية مع عدد هام من العلماء والف كثيرا من الكتب فى أغراض متنوعة تثير عددا من الاشكاليات المتعلقة بدور العلماء فى حركة التحرير الوطنى والاصلاح الفكرى فى النصف الاول من القرن الماضى. ولدى اشرافه على افتتاح الندوة أكد السيد عبد الرؤوف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث أن هذه التظاهرة تندرج فى اطار السعى الدؤوب لمصالحة التونسى مع مقومات هويته وتراثه الاصلاحى مشيرا الى دور بلادنا الاصلاحى فى بدايات القرن العشرين حيث أنجبت العديد من العلماء والمفكرين الذين كان لهم اسهام بارز فى اغناء الثقافة العربية الاسلامية. وبين أن المدرسة الاصلاحية التونسية تميزت بالتيقظ المبكر للقضايا المحورية وبالانفتاح على الاخر ونبذ الانغلاق والتعصب ويمثل الشيخ محمد الخضر حسين أحد رموزها ملاحظا أن هذه المدرسة جديرة بالبحث والتمحيص للحفاظ على موروثنا الفكري وحتى يدرك المثقفون عامة والشباب على وجه الخصوص أهمية هذه المدرسة ومرجعياتها الفكرية المتينة قصد حفظ الهوية من الذوبان فى عصر العولمة والحرص على احياء الذاكرة . وبين حرص تونس على تحقيق المصالحة مع التراث الوطنى والاعتزاز بالاعلام والرواد من المفكرين وهو ما يفسر تكريم ثلة منهم مؤكدا أن هذه الندوة ستساهم فى مزيد تسليط الضوء على جوانب عديدة متصلة بهذا العلامة الفذ الذى كان من أعلام الاصلاح الدينى والاجتماعى ومن رموز النضال الوطنى. يذكر ان المداخلات التى ستقدم خلال الندوة ستبحث فى مسيرة العلامة محمد الخضر حسين من خلال التعريف بالمراحل التونسية والسورية والمصرية من حياته وفكره الاصلاحى لاسيما الاصلاح التربوى الذى دعا اليه. وتقام بالمناسبة مجموعة من المعارض منها معرض صور وكتب خاصة بهذا العلامة ومعرض تشكيلى حول مدينة تونس أيام الشيخ محمد الخضر حسين.