مثل مفهوم التضامن لدى التونسيين وما يزال معطى ثابتا تجسم ابان حركة التحرير وخلال بناء الدولة الحديثة وازداد رسوخا في العهد الجديد الذى ارتقى به الى مستوى الاداة الفاعلة مجتمعيا وتنمويا وكرسه منهجا ثابتا على صعيد نصرة قضايا العدل والحق في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي جعل منها الرئيس زين العابدين بن علي قضيته الشخصية.ومن منطلق الايمان الراسخ بأن التضامن هو واجب انساني تمليه الظروف الصعبة والازمات وكما شجبت في مناسبات متعددة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين والحصار الخانق والجائر لسكان القطاع وقفت تونس منذ اليوم الاول للعدوان على غزة الى جانب الاشقاء في وجه المظلمة التي يتعرضون اليها متحملة مسوءولياتها التاريخية من خلال الاسهام الفاعل في الجهود العربية والدولية الهادفة الى الوقف الفورى للعدوان الاسرائيلي الغاشم على القطاع. ومنذ اللحظة الاولى للهجمة الاسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة رفعت تونس صوتهاعاليا منددة بالعدوان وداعية الاطراف الدولية الفاعلة الى الاسراع بوضع حد للتدهور الخطير للاوضاع والى حمل اسرائيل على وقف اعتداءاتها والامتثال لمقررات الشرعية الدولية. كما أكد الرئيس زين العابين بن علي في كلمته الى الشعب التونسي بمناسبة حلول السنة الادارية الجديدة أن ما يجرى “على ارض غزة المحاصرة من عدوان وحشي عنيف طال المدنيين الابرياء في بيوتهم وخلف مئات الضحايا والاف الجرحى والدمار الواسع يدعو الضمير الانساني الى تحرك حازم للوقف الفورى للعدوان وتوفير الحماية الدولية الضرورية للشعب الفلسطيني الشقيق ورفع الحظر عنه”. وان تونس التي احتضنت القيادة الفلسطينية على امتداد احد عشر عاما ودعمت مسيرتها التي كللت بالعودة الى اراضيها وسخرت كل طاقاتها في اسناد الجهود الفلسطينية نحو تحقيق الاهداف الوطنية وبناء الموءسسات مثلت دوما صوت الحكمة والعقل في كل ما يتعلق بالشأن الداخلي الفلسطيني. وقد علا هذا الصوت في عديد المناسبات مناشدا مختلف الاطراف ضبط النفس والاحتكام الى منطق الحوار تجنبا لكل ما من شأنه احداث الفرقة والشقاق بين ابناء الوطن الواحد وتعزيزا للموقف الفلسطيني الموحد وخدمة للمصالح الفلسطينية العليا. وهو ذات الصوت المعبر عن الموقف المعتدل والمتوازن الذى صدحت به تونس وقيادتها موءخرا قبل القمة العربية بالكويت بدعوتها الى ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك باتجاه الدفاع عن وحدة فلسطين والحيلولة دون تكريس الانقسام الفلسطيني. وتجسيما لموقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني التائق للحرية والانعتاق لم تبخل تونس على تقديم النصح والمشورة للقيادة الفلسطينية في مزيد شرح عدالة هذه القضية بل تعدى تضامنها مستوى الاسناد والدعم الى تجنيد الديبلوماسية التونسية لتكون الصوت المنادى بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الاقليمية والدولية. وتحرص تونس بهدى من الرئيس زين العابدين بن علي على تعزيز مختلف اوجه المد التضامني للشعب التونسي لفائدة أشقائه الفلسطينيين وتنويعه وهو ما جسمته موءخرا ومنذ بدء العدوان الغاشم على غزة هبة التونسيين بمختلف فئاتهم من خلال الخروج في مسيرات وتظاهرات منددة بالهجمة الشرسة وتنظبم حملات للتبرع بالدم وبالمساعدات المالية والعينية تلبية لنداءات رئيس الجمهورية الذى أذن بتوجيه هذه المساعدات في طائرات الى مطار العريش بمصر. ان هذه المواقف الثابتة لقيادة التغيير في دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع والحريصة على استقلالية قراره الوطني تحظى بتقدير الفلسطينيين وعرفانهم قيادة وشعبا وهو ما جسمته عديد المواقف والمبادرات الصادرة عن مستويات مختلفة كان اخرها قيام كل من الشيخ محمد حسين مفتي فلسطين والديار المقدسة والشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين باسناد “مفتاح القدس الشريف” للرئيس زين العابدين بن علي اجلالا لنصرته الدائمة وغير المشروطة لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق. كما تجسم هذا العرفان في اختيار نقابة الصحافيين الفلسطينيين الرئيس زين العابدين بن علي الشخصية السياسية الاولى في العالم لسنة 2006 ومنحها”درع القدس” لسيادته. وان تونس التي عرفت ويلات الاستعمار لتؤمن عميق الايمان بأن وحدة المصير والتضامن والتقارب بين أبناء الشعب الفلسطيني من جهة وكذلك بين الدول العربية من جهة اخرى تشكل جميعها خير سبيل لمواجهة المخاطر المحدقة بقضية فلسطين وبالعرب ككل في الظرف الراهن. كما انها توءمن راسخ الايمان بضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسوءولياته كاملة تجاه الشعب الفلسطيني باعتباره صاحب قضية لا تستوجب التضامن الدولي فحسب بل تتطلب صحوة ضمير باتجاه توفير الحماية الدولية اللازمة لشعب اعزل في مواجهة الة الحرب الاسرائيلية الغاشمة.