مثلت “الأديان والقيم الإنسانية المشتركة” محور العدد الجديد من مجلة “الحياة الثقافية” لشهر جانفي 2009 والذي تضمن مجموعة من الدراسات والبحوث المتصلة بالحوار بين الحضارات والأديان.وحافظت المجلة على أركانها القارة التي تعنى بالمعالم والمواقع وبالقراءات في بعض الإصدارات فضلا عن أبواب القصة والشعر ومكتبة الحياة الثقافية. وتناولت الدراسات موضوع هذا العدد من جوانب عدة فمن الأساتذة الجامعيين والباحثين من كتب عن “الاستثناء الإسلامي الاستثناء الثقافي حضارة الوسط ” إذ بين الأستاذ حسن القرواشي في هذا السياق أن الاستثناء الإسلامي لا يمكن أن يفهم فقط من خلال العلاقة بين الإسلام والغرب والاستعمار والحداثة بل من داخل الثقافة الإسلامية ذاتها التي صاغت مختلف فنونها هوية سردية دافعت بها عن كيانها عبر قيم الوسطية والاعتدال ومقاومة الغلو، في حين تحدث الأستاذ فؤاد الفخفاخ عن الأسس النظرية والآفاق المستقبلية في الحوار بين الحضارات والأديان، أما الأستاذ محمد المختار العبيدى فقد ركز في بحثه على ديانة العرب في الجاهلية. ومن جانبه بين الأستاذ عبد الرزاق الحمامي دور الأستاذ عبد الوهاب بوحديبة في الحوار الإسلامي- المسيحي وذلك من خلال دراساته العلمية المتعددة في هذا المجال وإشرافه على عدة ملتقيات ذات الصلة. كما شكلت مسألة الفضاءات الدينية لدى العرب قبل الإسلام من خلال “لسان العرب لابن منظور” موضوع إحدى الدراسات التي وردت في المجلة وأعدها الأستاذ عماد السهيلي الذي حاول تقصي الملامح المشتركة لهذه الفضاءات وضبط مواطن تطورها داخل النسق التاريخي بها. وفي ركن معالم ومواقع سلطت المجلة الضوء على مدينة قبلي إذ أعد بشأنها الأستاذان محمد سوف ومحمد الجزيراوي دراسة تحت عنوان” قبلي القديمة روعة التراث العمراني والمعماري التقليدي”. واشتملت على نماذج مصورة من التراث المعماري من مساكن ومعالم دينية وتاريخية. أما في باب مقاربات وقراءات في بعض الإصدارات كتب عدد من الباحثين بالخصوص عن رهانات النقد الأدبي العربي وآفاقه المستقبلية وعن محكى البحر ومحكى الذات والحياة في الرواية النسائية التونسية. وذيل العدد 199 من مجلة “الحياة الثقافية” التي تصدرت غلافها صورة لبيت الصلاة بجامع الزيتونة المعمور بركن مكتبة الحياة الثقافية الذي يعرف ببعض الإصدارات الجديدة الأدبية والشعرية والفكرية في تونس وخارجها .