بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي، أشرف السيد عبد الله القلال عضو الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي ورئيس مجلس المستشارين يوم الخميس على احياء ذكرى حوادث 29 جانفي 1952.وأبرز عضو الديوان السياسي لدى اشرافه على اجتماع شعبي انتظم بالمناسبة بقاعة البلدية بتازركة بحضور السلط الجهوية تقدير الرئيس زين العابدين بن علي لمناضلي الجهة ومناضلاتها لاسهاماتهم الجليلة في معركة التحرير والاستقلال ولدورهم في بناء الوطن والتزامهم بمبادىءالتحول وثوابته وانخراطهم الفعال في دفع مسيرة التنمية والاصلاح والتطوير والتغيير. واكد وفاء رئيس الدولة للشهداء الابرار ولكل من ضحى في سبيل استقلال تونس وسيادتها ومناعتها مشيرا الى ما يحيط به اليوم أجيال المناضلين والمقاومين من رعاية شاملة والى حرص سيادته على احياء كافة المحطات النضالية الوطنية باعتبارها مناسبات متجددة يستلهم منها التونسيون والتونسيات ولاسيما الشباب المبادى والقيم النبيلة السامية التي انبنت عليها الحركة الوطنية. وبعد أن استعرض ظروف وملابسات أحداث 29 جانفي 1952 بتازركة دعا السيد عبد الله القلال الى الاقتداء بروح التضحية والانضباط التي ميزت جيل المناضلين والمقاومين والتحلي بهذه الخصال السامية اليوم لكسب رهان الحداثة والتقدم والرقي والاقتصاد والاجتماعي وأخذ المكانة بين الامم. وذكر بالوضع السائد في تونس قبل تحول السابع من نوفمبر 1987 موءكدا أن الرئيس زين العابدين بن علي قد استجاب لنداء الوطن وأنقذ البلاد والحزب من حالة الوهن والانهيار والحيرة لتصبح تونس بعد عقدين من الزمن أنموذج البلد الامن المستقر الذى يتقدم بثقة واقتدار نحو المستقبل. واستعرض عضو الديوان السياسي للتجمع ما حققته تونس خلال السنوات الاخيرة بالاعتماد على قدراتها الذاتية وعلى سواعد وذكاء أبنائها وبناتها من مكاسب رائدة ونجاحات باهرة في كافة المجالات والقطاعات جاءت ثمرة السياسة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي وصواب خياراته وسلامة منهجه الاصلاحي الذى تلازم فيه البعدان الاقتصادى والاجتماعي وحسه الانساني الرفيع الذى اختار الانحياز الى ضعاف الحال. وأكد ان هذه النجاحات والمكاسب هي كذلك ثمرة وفاق سياسي وطني انخرطت فيه أحزاب معارضة ومكونات المجتمع المدني التي أصبحت متواجدة في كل الموءسسات الدستورية التي تمارس فيها الديمقراطية في أوضح صورتها بما ساهم في تعزيز مقومات النظام الجمهورى ودولة القانون والموءسسات وضمان الاستقرار السياسي كشرط أساسي للنجاح الاقتصادى والاجتماعي. وتحدث عن خصوصية منوال التنمية في تونس فأوضح أنه يتسم بالواقعية والعقلانية والتدرج في تحقيق الاهداف والبرامج المرسومة ملاحظا أن هذه السياسة الحكيمة مكنت البلاد من كسب مقومات اللحاق بالبلدان المتقدمة المتمثلة خاصة في حسن تثمين الموارد البشرية والتحكم في النمو الديمغرافي وتفعيل دور المرأة وضمان تواجدها في كل المواقع بالاضافة الى ايجاد موءسسات دستورية تعددية ضامنة للتوافق والاستقرار. وابرز السيد عبد الله القلال من ناحية أخرى ايمان تونس قيادة وشعبا بكل قضاياالحق والعدل في العالم وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني العادلة التي جعلها رئيس الدولة قضيته الشخصية وماانفك يحرص على معالجتها بحكمة وتبصر مبينا ان هذا الموقف يحظى باحترام وتقدير الشعب الفلسطيني وقيادته. واستعرض في هذا السياق المبادرات والاجراءات التضامنية مع الاشقاء الفلسطينيين التي اقرها رئيس الدولة ابان العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة ملاحظا ان هذه الاجراءات ترجمت الروءية التونسية الحكيمة والمتبصرة لمفهوم العمل العربي المشترك الذى يتجاوز اصدار بيانات التنديد والادانة الى موقف حازم هدفه وضع حد لنزيف الدماء الفلسطينية واتاحة المجال أمام الحل السلمي. وأوضح عضو الديوان السياسي للتجمع أن ما حققته تونس اليوم من تقدم واشعاع اقليمي ودولي بفضل القيادة الرشيدة للرئيس زين العابدين بن علي لا يجب لان تحجب دقة المرحلة والتحديات المطروحة التي تستوجب مزيد الوعي بها وقطع الطريق أمام المناوئين والمشككين وتكثيف التحرك الميداني والتوعوى والتسلح بالضوابط والخصال التي تميزت بها نضالات الحزب والمتمثلة خاصة في الالتفاف حول سيادة الرئيس الضامن الوحيد والاقدر على مواصلة قيادة تونس وصيانة مكاسبها وحمايتها من كل تراجع أو انتكاسة. وكان السيد عبد الله القلال تولى قبل ذلك رفقة الوالي والاطارات الجهوية وضع اكليل من الزهور أمام النصب التذكارى للشهداء بتازركة وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم. كما اطلع على معرض وثائقي حول مساهمة أبناء المنطقة في الحركة الوطنية.