“سرطان الثدي : الحل بين يديك والتقصي المبكر يحميك” ، هو الشعار الذي اختارته تونس لليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان الموافق ليوم 4 فيفرى من كل سنة.ويترجم هذا الشعار الجهود التي باشرتها الجهات المعنية في تونس منذ سنوات للتوعية على أوسع نطاق بأهمية الرصد المبكر لواحد من بين السرطانات الأكثر انتشارا. ذلك أن شفاء ثلث حالات الإصابة بمرض السرطان يظل ممكنا إذا ما وقع الكشف عنها في مراحل مبكرة وعلاجها على النحو المناسب. وقد بادرت تونس باعتماد مقاربة وقائية بعثت في إطارها الخطة الوطنية لمكافحة السرطان بهدف التقليص من نسبة الأمراض ونسبة الوفيات الناتجة عن المرض فضلا عن اعتماد خطة للكشف المبكر للسرطان وإستراتيجية وقائية للغرض منذ سنة 2001. كما تم وضع سجلات وطنية لمتابعة تطور الأمراض السرطانية وتكثيف الحملات التحسيسية الرامية إلى تعميق الوعي بجدوى الكشف المبكر إلى جانب الجهود الأخرى في مكافحة التدخين والتشجيع على الغذاء السليم وعلى وتعاطي النشاط البدني. وتبرز الأهمية التي توليها تونس للجانب الوقائي من خلال الحرص الدؤوب على تطوير جودة الخدمات وأساليب التكفل العلاجي. فقد نص برنامج رئيس الدولة لتونس الغد 2004/2009 على جعل الوقاية من الأمراض المزمنة والخطيرة أولوية وطنية وعلى وضع خطة للكشف المبكر على مرض السرطان وتعميم الأقسام المتخصصة في الأمراض السرطانية على كافة جهات البلاد. ووجدت هذه الجهود تجسيمها في تعصير البنية الأساسية من بناءات وتجهيزات متطورة ودعم للموارد البشرية ومختلف الأنشطة الرامية إلى تعميق توعية مختلف الشرائح بأهمية الكشف المبكر وتفادى كل السلوكيات التي تسبب الأمراض السرطانية. وتعد البلاد التونسية ثلاثة أقطاب لطب السرطان هى معهد صالح عزيز بتونس ووحدتا سوسة وصفاقس ستتدعم هذه السنة باقتناء آلات حديثة لتشخيص الأمراض السرطانية وعلاجها. كما ستتعزز هذه الأقطاب بإحداث مركز لطب السرطان بأريانة وبثلاثة أقطاب جهوية بكل من جندوبة وقفصة وقابس للتكفل بمرضى السرطان إضافة إلى وضع خطة تعتمد المساعدة الاجتماعية للمرضى غير القادرين على تأمين مصاريف العلاج الباهظة والسعي إلى دعم الكفاءات والموارد البشرية العاملة في القطاع والبالغ عددهم 48 إطارا وتحسين ظروف التكفل الطبي وتطوير البنية الأساسية الاستشفائية واقتناء احدث التجهيزات. وتشير البيانات الخاصة بتونس إلى تسجيل حوالي عشرة آلاف إصابة جديدة سنويا. وتمثل نسبة الوفيات الناتجة عن هذا المرض 24 في المائة من مجموع الوفيات سنويا. كما تسجل البلاد سنويا ما بين 350 و400 حالة سرطانية تقريبا لدى الأطفال وتقدر اليوم نسبة الشفاء من السرطان لدى الطفل بنحو 70 بالمائة مقابل 20 بالمائة قبل عشر سنوات. غير أن الوقاية تمكن من تفادى ما بين 30 و50 بالمائة من الأمراض السرطانية. ويعزى ارتفاع نسبة المصابين بالسرطان إلى ارتفاع مؤمل الحياة عند الولادة إلى ما فوق 74 سنة وتغير نسق الحياة والعادات الغذائية وارتفاع عوامل الاختطار ومنها بالخصوص التلوث والتدخين. وتتركز الجهود العالمية هذه السنة على التحسيس بمخاطر السمنة والزيادة في الوزن كعامل من عوامل الإصابة بالسرطان الذي يسبب سنويا وفاة ستة ملايين شخص في العالم فيما تسجل عشرة ملايين إصابة جديدة سنويا على الصعيد العالمي.