كانت مبادرة “قرية ومنتوج” محور الورشة الوطنية الثانية التي نظمها يوم الاربعاء بتونس فرع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي بتونس بالاشتراك مع وزارة التنمية والتعاون الدولي. وقد انطلق مفهوم “قرية ومنتوج “منذ 30 سنة من ولاية اويتا اليابانية وتم تصديره الى حوالي 35 دولة في العالم من بينها تونس.وترمي هذه العملية التي تهم المشاريع التنموية الصغرى الى تطوير المناطق الريفية الفقيرة رغم وفرة امكانياتها الكامنة وغير المستغلة وذلك باستخدام المنتوجات الخصوصية لكل منطقة وتشريك الاهالي في مختلف مراحل التصميم وتيسير ترويج المنتوج في الاسواق المحلية والدولية. كما تهدف الى تثمين المنتوجات المحلية لكل جهة والتعريف بثقافتها ومهاراتها واحداث مواطن شغل لفائدة المنطقة الريفية المستهدفة. وتكمن الغاية من هذه المبادرة في الارتقاء بظروف عيش التجمعات المحلية والاسهام في توطيد روابط الانتماء بمصدر هويتها من خلال بعث مشاريع تعكس خصوصيات المنطقة وتضمن مورد دخل للسكان وتثبتهم على ارضهم وبالتالي مكافحة ظاهرة النزوح. وكان الجنوب التونسي اولى المناطق المستفيدة من هذا البرنامج الذى انطلق في تونس سنة 2004 بالتعاون مع والوكالة اليابانية للتعاون الدولي وبمشاركة متطوعين يابانيين. وتم في نطاق هذا البرنامج اعادة تثمين منتوجات محلية منها الاجر الصحراوى الذى اشتهرت به توزر والحياكة البربرية لقرى شنني وتطاوين البربرية والتين المجفف من بني خداش ومدنين. وقد شهدت هذه المنتوجات تحسنا بفضل ما اضفاه عليها الخبراء اليابانيون من مهاراتهم على مستوى التصنيع والتعبئة والتسويق في الاسواق الدولية وخاصة اليابانية منها. كما شملت العملية تشخيص منتوجات اخرى في عدد من الجهات التونسية(الشمال الغربي والوسط الغربي والمناطق الساحلية) وهى ستشكل مجموعة القسط الثاني من البرنامج الذى سيعمم على كل مناطق البلاد. وتضم القائمة التي تستهدفها هذه المبادرة منتوجات اخرى على غرار زيت الزيتون او الزيوت النباتية بحيدرة(ولاية القصرين) ورمان قابس. والتزمت الوكالة اليابانية في مجال نقل التكنولوجيا والتكوين بتنظيم تربصات في اليابان لفائدة عديد الاطارات والمسؤولين والمنظمات غير الحكومية التونسية لمساعدتها على التحكم في هذا المفهوم.