تشكل فترة ما قبل التاريخ جزءا من التراث الثقافي العالمي الذى تعمل منظمة “اليونسكو” على المحافظة عليه باعتباره احد مكونات علم الاثريات الاكثر حركية خاصة وان هذه الفترة تبرز براعة الانسان البدائي في التاقلم مع متطلبات الحياة وتطويعها بطريقته الخاصة.حول هذه الفترة من تاريخ الانسانية وضعت الفنانة التشكيلية التونسية كلثوم جميل كتابا يحمل عنوان “ما قبل التاريخ او ابداع الانسان” صدر في شهر جانفي 2009 عن منشورات يوغورطة الدولية. وذكرت المؤلفة في مقدمة الكتاب الذي يحتوى على 215 صفحة انه لايدخل في خانة الكتب الاكاديمية بل هو تسلسل لاحداث تاريخية خلال حقب معينة وعبر ثقافات مختلفة لابراز التطورات التي عرفها الانسان في فترة ما قبل التاريخ وتنوعت المراجع التي اعتمدتها الكاتبة فشملت الوثائق المكتوبة والاثار الحية لهذه الفترة من التاريخ في تونس على غرار صور فوتوغرافية ماخوذة من جبل وسلاتة بالقيروان وهضبة يوغورطة بمدينة الكاف. وينقسم هذا الموءلف الى محورين هما الثقافات وعهود ماقبل التاريخ وفنون ما قبل التاريخ حيث تم تسليط الضوء على الفنون والاثار التونسية من ذلك ما تزخر به مدينة القطار بقفصة من اثار فريدة من نوعها تم عرضها في المتحف الوطني بباردو الى جانب التعريف باشكال الهندسة المعمارية في تلك الحقبة التاريخية وخاصة منها المتصلة بالاحجار الاثرية الموجودة في سفح هضبة يوغورطة بالكاف.