أخبار تونس - تفتح مساء اليوم السبت 23 أكتوبر 2010 بتونس فعاليات الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية التي تتواصل حتى يوم 31 من نفس الشهر لاستقبال مئات الضيوف من عشرات البلدان الممثلة لجل قارات العالم قصد متابعة هذه التظاهرة الثقافية المميزة. وكانت هذه التظاهرة قد انطلقت عام 1966 من أجل إثبات ذات وتأصيل كيان ثقافي وكذلك من أجل بناء الدولة الحديثة، حيث نجح القائمون عليها في استقطاب أعمدة هذا الفن في القارة السمراء وفي العالم العربي وبالتالي في ايجاد حركية ثقافية أسست لميلاد سينما تونسية حظيت بمكانة خاصة اقليميا ودوليا. ويستمر الحلم السينمائي مع دورة استثنائية جديدة وعلى قدر قيمة المهرجان وعراقته تشحذ الهمم لتقديم دورات اكثر نضجا وخبرة واشعاعا، وهو ما يتوقعه الملاحظون لهذه الدورة التي تعد استثنائية لعدة اسباب يتصدرها احتفال تونس سنة 2010 بالسنة الوطنية للسينما واحتفالها الى جانب سائر بلدان العالم بالسنة الدولية للشباب. ويجسد المهرجان الاحتفال بهاتين المناسبتين من خلال تنويع وتكثيف الفرص المتاحة للشباب عبر اقسام التظاهرة سواء في مسابقات الافلام القصيرة الوطنية والدولية او من خلال منح الكلمة للجنة تحكيم الأطفال لاسناد جائزتها إلى أحد أشرطة المسابقة الرسمية، واتاحة الفرصة لمجموعة من تلاميذ المدارس والمعاهد للالتقاء بالمخرجين والممثلين والتحاور معهم. وتحتفي الدورة كذلك بالمبدعة العربية تزامنا مع رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية ممثلة في شخص السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة حيث تنتظم مائدة مستديرة بالمناسبة حول "دور المرأة في السينما العربية" الى جانب اقرار "جائزة رئاسة منظمة المرأة العربية لأحسن فيلم يعالج قضايا المرأة". هذا وسيتم في نفس الاطار تكريم سينمائية عربية كرست فنها لتصوير سعي المرأة العربية الدؤوب لتحقيق ذاتها. كما نجح القائمون على المهرجان في استقطاب اهم الافلام في العالم حيث سيفتتح الدورة الفيلم التشادي "رجل يصرخ" لمحمد صالح هارون وهو الفيلم الحائز على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي2010 ورغم أن المسابقة الرسمية للمهرجان تقتصر على البلدان العربية والافريقية فانه سيتم في اطار مختلف الاقسام عرض اكثر من 250 فيلما من إفريقيا والعالم العربي وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوروبا بما يمثل 70 بلدا من العالم. وسيتم تنظيم "شبكة المنتجين" وندوة دولية حول "السينما الإفريقية والمغاربية وعلاقتها بالمتلقى" علاوة على تنظيم مسابقة وطنية للافلام القصيرة وأخرى دولية للافلام الوثائقية، بالإضافة إلى المسابقة الرسمية وورشة المشاريع التي تمنح دعمها لخمسة مؤلفين أفارقة وعرب. هذا وتحافظ هذه التظاهرة على تكريمها لرواد هذا الفن في العالم ولا سيما ابناء القارة السمراء سواء في حفل الافتتاح او ضمن اقسام المهرجان،وسيكون لتكريم هذا العام صبغة خاصة بتكريم مؤسس هذه التظاهرة الطاهر شريعة اعترافا بما قدمه للسينما التونسية،كما سيكون مؤثرا تكريم الممثل ومتعدد المواهب الافريقي سوتيقي كوياتي الراحل مؤخرا عن مجمل اعماله ،اضافة الى المصرية يسرا والفلسطينية هيام عباس والجزائري رشيد بوشارب وغيرهم. يذكر أن ايام قرطاج السينمائية تعمل بلا هوادة للحفاظ على موقعها المتقدم في عالم المهرجانات السينمائية الى تطوير مضمونها وجعله مواكبا للمستجدات العالمية في هذا الشان وهو ما بدا يتجسد من خلال احداث أقسام جديدة للمهرجان سواء منها المشجعة على الكتابة او الداعية لارتباط السينما بالواقع .