ذكر السيد ايريك لو روي مندوب معرض دينيس بولون للصور الفوتوغرافية ان مجموعة الصور الاحدى والخمسين باستثناء نحو عشر منها هي “كليشيات” تعرض لاول مرة وان اغلب الصور سحبت خصيصا لهذا المعرض الذي يقدم للمرة الاولى صورا بهذا العدد للجمهور العريض وتنشر في كتاب.وقد كشف ايريك لو روي فى كتابه المغامرة التونسية لدينيس بولون تونس 1947-1960 الصادر عن دار سيريس خصوصية هذا المعرض الذي يتواصل الى غاية 16 مارس 2009 بفضاء الف ورقة بالمرسى. والمعرض الذي يعد ثمرة جهد مشترك بين معهد التعاون الفرنسي بتونس ومنشورات سيريس هو دعوة لاكتشاف مجموعة صور فريدة من نوعها حول تونس. وهو مثلما بين السيد اريك لو روي شهادة لذهنية حرة ومستقلة لفنانة شغوفة بالتصوير الفوتوغرافي وقد اثبتت هذا الشغف من خلال الصور التى التقطتها لدى زيارتها الاولى لتونس خلال شهري افريل وماي 1947 . ورغم كونها من عائلة ميسرة فان للفنانة دينيس بولون رؤية خاصة للمراة فصورها حول النظرات المعبرة عن حالات نفسية للمراة او تلك التى تنقل اسرار الجمال البدوي وصور المراة باللباس التقليدى ومشهد الاسبانية الفاتنة التى تطل عبر النافذة تبرهن كلها عن الحضور المكثف للانسان فى اعمالها. كما ان لها صورا عديدة اخرى تعكس بحثها عن الجمال الطبيعي وفكرها حول الحرية الانسانية. وينقسم المعرض الى عشرة محاور تم تصورها بعناية كبيرة لتسليط الضوء على زيارة هذه المصورة الفنانة لتونس والتي رغم عصاميتها فى عالم التصوير تركت تحفا فنية ذات قيمة تاريخية مؤكدة. كما ان الصور المعروضة والمنشورة في هذا العمل هي شهادة حول نظرتها المتنقلة وعفوية لقاء جمعها مع الاماكن العديدة التى زارتها على غرار دار سيبستيان بالحمامات ومسجد الغربة بحومة السوق فى جزيرة جربة وغرف مدنين الى جانب صور حول طقوس العرس اليهودى بجربة وهي اعمال تترجم توقها الى المواضيع غير المالوفة. وتكشف زيارتها الثانية لتونس بين 3 و29 اكتوبر 1960 عن وجه اخر لهذه الفنانة التي تولت تصوير فيلم قصير ” زع الجمل الابيض الصغير” يتضمن المعرض خمس صور منه. وهو عبارة عن شريط وثائقي مدته 18 دقيقة اخرجته ابنتها يانيك بيلون. ويقول ايرك لو روي ان المعرض يمثل مناسبة لتسليط الاضواء على مسيرة دينيس بولون من خلال اعمال اشهارية وبورتريات لفنانين عاصروها. كما ان صورها بالابيض والاسود هي الوحيدة التي يمكن ان تعبر عن دينيس بولون 1902-1999 .