لان بناء المستقبل الافضل رهان لا يتأتى كسبه دون التأسيس لمجتمع يحلق بجناحيه.. الرجل والمرأة.. فان استقراء حصاد قمة المرأة العربية بتونس التي شهدت حضورا رسميا رفيعا وتميزت اعمالها بنقاشات ثرية ومساهمات علمية قيمة توجت بمقترحات وتوصيات عملية يجيز القول بقدر كبير من الموضوعية بأن العمل العربي المشترك في المجال يقبل على طور جديد واعد رهانه الابرز مضافرة المقومات الحقيقية لتمكين المرأة العربية وتكريس شراكتها الكاملة مع الرجل في بناء المستقبل الجماعي المنشود. فبنظرة كلها تفاؤل بمستقبل المراة العربية وبحصيلة مميزة من المقررات تنحو باتجاه اعطاء دفع نوعي جديد لعمل هذه المنظمة المتخصصة اختتمت عشية السبت 30 أكتوبر اشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المراة العربية الذى احتضنته تونس على امتداد ثلاثة ايام برئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة المنظمة. فقد شكلت هذه القمة حدثا بارزا شدت وقائعه وتفاصيله اهتمام الراى العام الوطني والعربي لما تكتسيه مسالة تطوير اوضاع المراة العربية من اهمية استراتيجية واعتبارا أيضا لموقع انعقاد هذا المؤتمر في تونس00 البلد الذى يشع اقليميا ودوليا بتجربته المجتمعية التحديثية الرائدة في مجال النهوض بالمراة والتشريع لحقوقه. وبالفعل فقد أتت مضامين خطاب سيدة تونس الاولى الافتتاحي للمؤتمر لتعكس ريادة المقاربة التونسية في التمكين للمرأة ويبرز بما حواه من رؤى وتوجهات ومقترحات بشأن محور القمة التنمية المستديمة الاهمية الحيوية لتفعيل اسهام المرأة في مجالات التنمية كافة لان ذلك يمثل السبيل لترسيخ مواطنة المرأة وتمكينها من حيازة أسباب الكفاية ومقومات القدرة على صنع مستقبل أوطانها ومجتمعاتها. وانه لمن باب الانصاف القول بأن فعاليات مؤتمر تونس الذى شهد مشاركة بارزة للسيدات الاول ولممثلات البلدان العربية واسهامات مكثفة لعديد الكفاءات والخبرات العلمية العربية رجالا ونساء قد أتاحت الوقوف على مدى الديناميكية التي أضحت تميز منظمة المراة العربية بفضل الجهد المثابر الذى بذلته الرئاسة التونسية للمنظمة من أجل اضفاء مقومات النجاعة على عمل هذا الهيكل ومن أجل تعزيز موقعه ودوره كمؤسسة عربية جماعية قادرة على تقديم الاضافة وحشد الطاقات والدفع نحو التغيير المنشود الذى ينسجم مع المصالح الاستراتيجية للشعوب العربية حاضرا ومستقبلا. الى ذلك أبرزت المواضيع المتنوعة التي تناولتها الجلسات العلمية السبع للمؤتمر ومائدته المستديرة والتي لها صلة مباشرة بتطوير اوضاع المراة العربية شمولية الرؤية التي تتميز بها الرئاسة التونسية للمنظمة في طرحها لقضايا تطوير اوضاع المراة العربية0 وهو ما تجلى من خلال التطرق في اطار هذه الجلسات الى الابعاد التربوية والثقافية والاقتصادية للتنمية المستدامة والى ابعادها البيئية والصحية والاجتماعية الى جانب مسالة المراة والمشاركة السياسية والمدنية والمراة والنزاعات المسلحة. وسعيا الى التأسيس المعرفي والعلمي للنقاشات حول هذه المحاور تم الحرص على تناول المواضيع المطروحة انطلاقا من بحوث ودراسات علمية رفيعة المستوى وورقات عمل مدققة المضامين أجمعت على تأكيد مسلمة أساسية مدارها أن تحرير المرأة من أوضاع الدون والتشريع لحقوقها كمواطنة وضمان مشاركتها الفعلية في كل مناحي الحياة في وطنها يظل الشرط الضرورى اللازم لاستدامة التنمية... أى تنمية. ولان تونس تحتضن هذا المؤتمر وهي تحتفل كسائر بلدان العالم بالسنة الدولية للشباب تم اقرارها باقتراح من الرئيس زين العابدين بن علي وبالنظر للمكانة التي يحتلها الشباب ضمن توجهات تونس التغيير فقد خص المؤتمر الثالث لمنظمة المراة العربية الشباب بجلسة لاتاحة الفرصة له للمساهمة في اشغال المؤتمر وللتعرف على رؤيته لدور المرأة في التنمية المستدامة وتشريكه في بلورة الاستراتيجيات المستقبلية المتصلة بقضايا المرأة. وما اقرار المؤتمر احداث لجنة دائمة للشباب صلب المنظمة واحداث يوم عربي للشباب العربي يوم السابع من الشهر السابع من كل سنة الا تكريس لهذا التوجه اذ ستكون هذه اللجنة جسرا لربط الصلة بين الشباب العربي واطارا لتدريبه على الحوار والممارسة الديمقراطية فيما سيتيح اليوم العربي للشباب العربي فرصة لمتابعة مشاغل الشباب العربي والاصغاء الى مواقفه ورؤاه حول قضايا وطنه وتحديات عصره وسبل مواجهتها ببصيرة واقتدار. وفي اطار ما اضفته رئاسة السيدة ليلى بن علي لمنظمة المراة العربية من تفتح للمنظمة على محيطها الخارجي وتنسيق لجهودها مع مختلف المنظمات العربية المتخصصة فقد تميز موكب اختتام المؤتمر الثالث بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين منظمة المراة العربية والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو" وبالتاكيد فان المؤتمر الثالث لمنظمة المراة العربية سيبقى محطة مضيئة في مسيرة منظمة المراة العربية المدعوة الى تنفيذ ما صدر عنه من توصيات ومقترحات قيمة ومتابعتها لما تكتسيه من اهمية في تعزيز مكاسب المراة العربية وتمكينها من المشاركة في تحقيق التنمية المستدامة بكل ابعادها ومجالاتها. كما ان الدفع الذى شهدته المنظمة في ظل رئاسة السيدة ليلى بن على وما اضفته من رءوية جديدة على دور المراة العربية ونضالها من اجل اثبات مكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية سيكون له بدون شك الاثر الفعال في تعزيز مكانة المراة العربية ودعم تواجدها فى مواقع القرار بما يؤهلها لان تقوم بدور الشريك الحقيقي فى بناء التنمية المستدامة.