خصصت مجلة “الحياة الثقافية” عددها لشهر فيفري 2009 للاحتفاء بمائوية شاعر تونس الخالد ابو القاسم الشابي من خلال نشر عدة دراسات وبحوث لنخبة من الاستاذة الجامعيين والباحثين والشعراء التونسيين.وتصدرت غلاف العدد 200 صورة لهذا الشاعر الفذ ايام الصبى مذيلة بمقولة “اما زال شاعر الحياة يحتفظ براهنيته ” اما الصفحة الاولى من المجلة فتضمنت مقتطفا من خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في اليوم الوطني للثقافة لسنة 2008 والذى اذن فيه “بوضع برنامج متميز للاحتفاء بالذكرى المائوية لميلاد شاعر تونس الكبير ابي القاسم الشابي”. وبمعالم ومواقع بلاد الجريد استهلت الدراسات والبحوث التي احتوتها المجلة اذ تحدثت جهينة بوترعة في دراستها الموثقة بالصور عن هذه البلاد من حيث انها تشكل تراثا انسانيا عريقا نشا فيه ابو القاسم الشابي. وقدمت الباحثة كذلك جملة من المعطيات حول بلاد الجريد من خلال النصوص العربية الاسلامية التي سلطت الاضواء على الجوانب الحضارية التي تتعلق بالعمارة والسكان والتجارة والفلاحة فضلا عن الجوانب السياسية والعسكرية. كما ورد نص لابى القاسم الشابي يحمل عنوان “الفنون والنفس العربية” صدر لاول مرة بالعدد الاول من مجلة مباحث لسنة 1938 وتتطرق فيه كاتبه الى العلاقة بين الدين ومختلف الفنون. وتنوعت الدراسات المدرجة في المجلة حيث كتب الاستاذ كمال عمران تحت عنوان “ابو القاسم الشابي:مدخل الى قراءة اخرى” عن الظروف التي نشا فيها الشابي وخاصة في بداية الثلاثينات من القرن العشرين والتي تعد منعطفا قوى الاثر في تاريخ تونس المعاصر والتي كان للشابي خلالها دور كبير في الدعوة الى التحديث والتجديد. ومن جانبه اهتم الاستاذ محمد صالح بن عمر بعبقرية ابي القاسم الشابي الشعرية فاكد ان الشعرية العالية في قصائد الشابي ليست ناتجة عن مجرد احكامه لقواعد العروض والمامه بمعجم اللغة العربية الفصيحة وانما ترجع الى تمتعه بملكات ابداعية فطرية خارقة. اما بقية البحوث فقد تناولت جوانب عديدة اخرى من شخصية شاعر تونس من خلال البحث عن اصوات الاخرين في ادبه وايقاع الحياة في شعره علاوة على التطرق الى الحب والمراة في اشعاره. وتم كذلك تقديم قراءات لمجموعة من قصائد الشابي المعروفة على غرار “تونس الجميلة” و”النبي المجهول” و”الصباح الجديد” و”قال قلبي للاله”. وخصصت الصفحات الاخيرة من مجلة “الحياة الثقافية” لقصيدة كتبها البشير المشرقي بعنوان “وطن وشاعر” اراد من خلالها تحية ابي القاسم الشابي في ذكرى مائويته.