تحتفل تونس مع المجموعة الدولية يوم الخميس 12 مارس باليوم العالمي للكلى الذى وضع هذه السنة تحت شعار “لحماية كليتك خفض من ضغط دمك”.وجاءت فكرة تخصيص يوم عالمي لامراض الكلى بمبادرة من الجمعية العالمية لطب الكلى والفيدرالية العالمية لجمعيات امراض الكلى منذ سنة 2006 على ان يتم احياء هذا اليوم سنويا كل ثاني خميس من شهر مارس. ويهدف الاحتفال بهذه التظاهرة العالمية الى التحسيس باهمية دور الكلى في تامين السلامة الصحية والتبصير بمخاطر مرض الكلى المزمن واساليب علاجه والوقاية منه. كما يعكس احياء هذا اليوم اهمية الكليتين بالنسبة الى الانسان باعتبارهما مصفاة لتخليص الدم من المواد السامة والسوائل التي لا يحتاجها وتقوم بتعديل ضغط الدم وكمية الكالسيوم في الجسم وانتاج كويرات الدم الحمراء. ويعتبر القصور الكلوي المزمن مرضا صامتا اذ هو عبارة عن تدهور تدريجي لا تنتج عنه علامات بارزة الى ان تفقد الكليتان وظيفتهما كليا بما يضطر المريض في مرحلة نهائية الى اللجوء الى تصفية الدم او زرع كلية. أكثر من ربع السكان البالغين في العالم مصابون بارتفاع ضغط الدم ويمكن كشف هذا المرض في مرحلة مبكرة من خلال القيام بتحاليل بسيطة وغير مكلفة للدم والبول اضافة الى المراقبة المنتظمة لارتفاع ضغط الدم بما يسمح بابراز الاختلالات الموجودة في وظيفة الكليتين والحد من تطور المرض او القضاء عليه نهائيا عبر تغيير نمط الحياة والعادات الغذائية وتحديد الادوية المناسبة للعلاج. وتشير الدراسات الى انه اضافة الى الحصى والتهابات الكلى وامراض الكلى الوراثية يمثل مرض السكرى وارتفاع ضغط الدم سببين رئيسين لمرض الكلى المزمن وهو ما يفسر اختيار شعار “لحماية كليتك خفض من ضغط دمك” هذه السنة لاحياء اليوم العالمي للكلى. وعلى الصعيد العالمي تشير تقارير منظمة الصحة العالمية الي ان أكثر من ربع السكان البالغين في العالم مصابون بارتفاع ضغط الدم والى اصابة اكثر من مليار ونصف شخص بهذا المرض في غضون 2025. ويتعرض في تونس حوالي 500 الف شخص لمرض الكلى المزمن في حين يعيش اكثر من 7500 شخص بفضل تصفية الدم كما ان أكثر من 650 شخص يعيشون بفضل كلية مزروعة. ضغط الدم والسكري من أهم العوامل المتسببة في القصور الكلوي وحسب دراسة انجزها المعهد الوطني للصحة العمومية تقدر نسبة الاصابة بارتفاع ضغط الدم في تونس ب 30 فاصل 35 بالمائة ونسبة السكرى 9 فاصل 2 بالمائة وذلك لدى الفئة العمرية بين 35 و70 سنة. كما يتسبب هذان المرضان في 36 بالمائة من حالات القصور الكلوى المزمن اذ تعود نسبة 15 فاصل 5 بالمائة من الاصابات الي ارتفاع ضغط الدم و 20 فاصل 5 بالمائة الى مرض السكري. أما بالنسبة الى القصور الكلوي فقد بلغ عدد الاصابات المسجلة سنويا فى تونس 137 حالة جديدة لكل مليون ساكن ويتم علاجها بتصفية الدم عن طريق الالة مع الاشارة الى ان 50 بالمائة من المرضى الخاضعين لتصفية الدم يبلغون من العمر 60 سنة فما فوق. ويمثل القصور الكلوي أهم المشاغل الصحية بالنظر الى انعكاساته المعنوية والمادية وما يتطلبه من تجنيد لموارد بشرية وتجهيزات طبية ومن كلفة باهظة خاصة مع التطور السريع لعدد المصابين بهذا المرض خلال السنوات الاخيرة. وقد انطلق علاج القصور الكلوي المزمن عن طريق الة تصفية الدم سنة 1968 في تونس في حين بدا العلاج بزرع الكلي سنة 1986 ليشهد علي مدى السنوات الاخيرة تطورا ملحوظا رغم محدودية عدد المتبرعين بالكلى. وتقدر كلفة تصفية الدم التي تتكفل بها الدولة والصناديق الاجتماعية بنسبة 4 بالمائة من المصاريف الجملية للصحة وذلك نظرا للارتفاع المتواصل لعدد الاصابات مما يتطلب تعزيز السياسة الوقائية في هذا المجال. التشخيص المبكر أفضل وسيلة لتفادي القصور الكلوي المزمن واعتبارا للانعكاسات الخطيرة لارتفاع ضغط الدم على صحة الانسان سيما المتعلقة بالقصور الكلوى المزمن وضعت وزارة الصحة العمومية منذ سنوات البرنامج الوطني لرعاية مرضى السكرى وارتفاع ضغط الدم بالخطوط الامامية بهدف تحسين التشخيص المبكر لهذه الامراض المزمنة وتامين متابعة مستمرة ومنتظمة للحالات لضمان استمرارية المداواة والتفطن للمضاعفات في الإبان لتفادي تطورها فضلا عن توعية المرضى بأهمية اتباع نمط عيش صحي وسليم. ويعتمد البرنامج على ادماج خدمات الكشف والمتابعة والتحسيس ضمن خدمات مراكز الرعاية الصحية الاساسية وتكوين اطباء الخطوط الامامية في ميادين الوقاية والتقصي والمتابعة والتقييم وانجاز الدعامات التثقيفية وتامين المتابعة المنتظمة للمصابين وترصد المضاعفات في الابان. وبهدف دعم الجهود الوطنية في هذا المجال تتاكد الحاجة الي مزيد تحسيس المريض ومحيطه باهمية الوقاية والترصد المبكر للمرض حتي لا يتطور الي مرحلة قصور كلوي مزمن. ويتجلى الاهتمام فى تونس بالجانب الوقائي من خلال برنامج اعدته الجمعية التونسية لطب الكلى بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية فى اطار الاحتفال باليوم العالمي للكلى من اجل تحسيس الاشخاص المعرضين لمرض الكلى المزمن ومهنيي الصحة والسلط المعنية بأهمية الوقاية لتفادى القصور الكلوى المزمن. ويتضمن هذا البرنامج يوم 11 مارس خيمة بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة للتقصي المبكر للامراض الكلى والامراض المزمنة واياما مفتوحة بمختلف اقسام طب الكلى بالمستشفيات العمومية ووحدات تصفية الدم ومراكز الصحة الاساسية بكافة الولايات يومي 11 و12 مارس لتقديم عيادات مجانية لفائدة المواطنين. كما يقع تنظيم يومين مفتوحين بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس يومي 18 و19 مارس وتوزيع دعامات تثقيفية خاصة بالامراض المزمنة والتدخين والكلى. وتتواصل هذه الانشطة من خلال تنظيم ايام مفتوحة طيلة شهر مارس 2009 بمراكز الصحة الاساسية لتقصي مرض السكرى وارتفاع ضغط الدم واصابات الكلي مع بث ومضات تلفزية حول الوقاية من اصابات الكلي الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.