انطلق يوم الأربعاء استغلال منظومة “بيروني” بالمكتبة المشتركة لكليتي الحقوق والعلوم السياسية والعلوم الاقتصادية والتصرف بالمنار تونس. وتتمثل منظومة “بيروني” التي يندرج إحداثها في إطار برنامج تعصير المكتبات الجامعية في البلاد التونسية في تزويد هذه المكتبات بمنظومة إعلامية متطورة تكون كفيلة بتسهيل البحث البيبليوغرافي بالنسبة إلى الطلبة والأساتذة والباحثين. وهي تهدف إلى ضمان جودة الخدمات المكتبية وتمكين المكتبيين من الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة لتيسير التعاملات إلى جانب إحكام التصرف في الرصيد الوثائقي للمكتبة وترشيد سياسة الاقتناءات والعمل الموحد بين المكتبات الجامعية. وقد تم إحداث بوابة الكترونية خاصة بمنظومة “بيروني” لتمكين مختلف المستفيدين من الحصول على معطيات تخص الإنتاج العلمي التونسي والعالمي والمنشورات الجامعية التونسية إلى جانب البحث والتعرف على عناوين الكتب والأطروحات ورسائل ختم الدروس الموجودة بالمكتبة المشتركة والحجز عن بعد. كما تمكن هذه البوابة المختصين من العاملين بالمكتبات من الاطلاع على مختلف وسائل وقواعد العمل المشترك بين المكتبات الجامعية في صيغتها الرقمية. وأكد السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا بهذه المناسبة أن رقمنة المكتبات الجامعية تعد منهجية ناجعة لتحسين مردوديتها وتوسيع خدماتها باعتبارها فضاءات محورية في مؤسسات التعليم العالي خاصة في إطار نظام” إجازة- ماجستير- دكتوراه”( أمد) الذي يهدف إلى ترسيخ ثقافة الإبداع لدى الطالب وتمرسه بأساليب التعلم الذاتي. وأفاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا انه سيتم تعميم منظومة “بيرونى” على كل المكتبات الجامعية التونسية مع الحرص على ضمان جودة المعطيات المدرجة وتحيينها وفق قواعد البيانات التوثيقية المعمول بها. وأكد على تضافر جهود جميع الأطراف من اجل الحفاظ على الرصيد الوثائقي الوطني الجامعي الذي يشمل حوالي 750 ألف عنوان ومتابعة عملية الرقمنة داعيا إطار التدريس والبحث إلى مساعدة المؤسسة الجامعية على ترشيد مقتنيات الكتب والمنشورات الجديدة لضمان الفائدة العلمية والأكاديمية والبيداغوجية ومسايرة التقدم المعرفي والتكنولوجي في المجال. وتجدر الإشارة إلى أن المكتبة المشتركة لكليتي الحقوق والعلوم السياسية والعلوم الاقتصادية والتصرف تعد حوالي 110 ألف عنوان باعتبار جميع أصناف الوثائق مما جعلها مقصدا لآلاف الطلبة والجامعيين والباحثين. وقد تم تزويد المكتبة بتجهيزات حديثة للمراقبة لمنع السرقات والمحافظة على هذا الرصيد الوثائقي الزاخر الذي تشتمل عليه. وأطلقت تسمية المنظومة بيروني نسبة إلى العالم المسلم أبى الريحان البيروني المولود بخوارزم في القرن الرابع هجري /العاشر ميلادي والذي ترك ما يقرب عن مائة مؤلف في حقول التاريخ والرياضيات والفلك والكيمياء والصيدلة والفيزياء وغيرها.