“دورة المؤلف”هو شعار الدورة الرابعة لتظاهرة “ربيع الإبداع” التي ينظمها المسرح الوطني بالتعاون مع المركز التونسي للمعهد الدولي للمسرح وتم افتتاحها مساء الخميس بقاعة الفن الرابع بالعاصمة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الموافق ليوم 27 مارس من كل سنة. واشرف على حفل الافتتاح السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بحضور عدد كبير من أهل الثقافة والفن الرابع والإعلام. واختارت هذه الدورة تكريم الأديب والمؤلف المسرحي الراحل سمير العيادي (1947-2008) حيث استهل الحفل بكلمة ألقاها وزير الثقافة والمحافظة على التراث وأكد فيها حرص الرئيس زين العابدين بن علي على أن تظل الذاكرة الثقافية الوطنية وفية لكل الإعلام الذين أسهموا إسهاما قيما في إثراء المشهد الإبداعي الوطني. وأضاف أن سمير العيادي يعد من هؤلاء الأعلام ومن القامات الإبداعية الفارعة والمتميزة التي اختزلت في سيرتها العديد من خصائص جيل الستينات ومعاناته. واستعرض بالمناسبة مسيرة هذا المبدع الحافلة بالانجازات من حيث إسهامه في إرساء خطاب مسرحي يطمح إلى التجديد وينزع إلى الانخراط في شواغل العصر فضلا عن ترجمة النصوص وتأليف المسرحيات والتمثيل. كما كان للراحل دور بارز في تأسيس حركة الطليعة الأدبية كتابة ونقدا وتجديدا في مجال الأدب السردي بالخصوص إلى جانب حضوره الفاعل في مجال الارتقاء بمضامين التنشيط الثقافي خلال ما لا يقل عن أربعة عقود. وثمن الوزير الجهود التي بذلها الراحل سمير العيادي في تركيز النهضة الجمالية والفكرية ايمانا منه بقدرة الفعل الثقافي على أن يكون رافدا قويا من روافد بناء الفرد والمجتمع في تونس. وأبرز الرعاية التي حظي بها الفقيد من لدن الرئيس زين العابدين بن علي إذ اسند إليه سنة 2005 الصنف الثاني من وسام الاستحقاق الثقافي تكريما لجهده وتميزه مؤكدا حرص الوزارة على نشر أعماله الكاملة وايلائه المكانة التي يستحقها ضمن الذاكرة الإبداعية الوطنية. وتكريما لهذا المبدع أقيم ببهو قاعة الفن الرابع معرض صور يبرز مسيرته المسرحية والأدبية. وتم في الإطار نفسه تقديم مجموعة من القراءات لنصوص أدبية وشعرية ومسرحية من تأليف سمير العيادي تولى تقديمها نخبة من المسرحيين والفنانين التونسيين. وتضمن حفل افتتاح تظاهرة “ربيع الإبداع” التي تتواصل إلى يوم 31 مارس الجاري تلاوة البيان العالمي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح والذي جاء هذه السنة بقلم الأستاذ الجامعي والمسرحي البرازيلي اوغيستو بوال الذي قال فيه ” إن تقديم المسرح هو ضرب من إنارة مسرح الحياة... وان المسرح ليس مجرد حدث أنه أسلوب حياة”. وتابع أحباء الفن الرابع بالمناسبة العرض الأول لمسرحية”بنت الجنرال قابلار” نص الكاتب النرويجي “هنريك ابسن” وترجمة المسرحي التونسي محمد إدريس وإخراج الفرنسي دافيد قوشار. وتعد هذه المسرحية أول إنتاج مسرحي مشترك تونسي فرنسي وتعتبر من الأعمال التي تندرج ضمن انفتاح المسرح الوطني على الطاقات الإبداعية الأجنبية ذات القيمة العالمية وإتاحة الفرصة للمبدعين التونسيين الشبان من الاستفادة من تجارب ومقترحات فنية أخرى.