“المنشات الصحية الامنة تنقذ الارواح اثناء الطوارئ” هو الشعار الذي اختارته منظمة الصحة العالمية للاحتفال هذه السنة باليوم العالمي للصحة تاكيدا لاهمية المرافق الصحية ومدى تاهب العاملين في قطاع الصحة لتقديم خدمات العلاج الضرورية للمتضررين في حالات الطوارئ.وتدعو منظمة الصحة العالمية الى اتخاذ التدابير اللازمة مسبقا من خلال الانذار المبكر وتقييم سلامة المستشفيات وحماية المعدات والامدادات وتاهيل العاملين لمعالجة الاصابات الجماعية. ويعد احتفال تونس بهذا اليوم الموافق الثلاثاء 7 افريل مناسبة لابراز الجهود المبذولة فى الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية باعتبارها من اهم موءشرات جودة الحياة ولاذكاء الوعي باهمية الحفاظ على المنشئات والمرافق الصحية ضمانا لاستمرارها في تادية دورها على النحو الانسب. وقد تركز الجهد فى تونس على دعم البنية الاساسية والتجهيزات للتعهد بالخدمات الطبية العاجلة والطوارىء الصحية فضلا عن الرفع من قدرة المستشفيات والمؤسسات الصحية للقيام بوظائفها من خلال تدريب العاملين بها على مجابهة حالات الطوارئ. وشرعت عديد المنشئات الصحية بوضع مخططها الداخلي لتامين سير الاقسام من خلال توزيع وتعزيز الوسائل المتوفرة لديها. كما تتعهد الصيدلية المركزية قصد احكام التدخل الناجع عند وقوع الحوادث الكبرى بتوفير مخزون احتياطي من الادوية يمثل ثلاثة اشهر من الاستهلاك العادي. ومن جهته يتكفل المركز الوطني لنقل الدم بتنسيق العمليات الجماعية والاستعجالية لنقل الدم على النطاق الوطني. وتعمل وزراة الصحة العمومية على مساعدة المؤسسات الصحية لاجراء تمارين لتقييم مدى نجاعة هذه المخططات الموضوعة والتعاون مع مركز التكوين في الكوارث بالسويد لتكوين موءطرين في الميدان. وتم في هذا الشان احداث خلية ازمة تتولى ادارة حالات الطوراىء والحوادث ومتابعة تنفيذ مخططات النجدة والاسعاف الطبي الى جانب احداث لجنة وطنية للطب الاستعجالي تتكون من ممثلين عن الهياكل المعنية وتعنى بدرس المواضيع الخاصة بالطب الاستعجالي وبطب الكوارث. واعتبارا لاهمية خدمات الطب الاستعجالي بصفتها احد المرافق الحيوية تدعمت شبكة الاقسام الاستعجالية البالغ عددها حاليا 176 قسما الى جانب 4 اقسام للمساعدة الطبية. وتقوم هذه الشبكة التي تغطي كامل التراب الوطني بدور هام في التعهد بالحالات الاستعجالية الفردية والجماعية عبر خدمات مرحلة ما قبل المستشفى والخدمات الاستشفائية. وقد نظر مجلس وزاري يوم 23 جانفي 2009 في قطاع الطب الاستعجالي وافاق تطويره في ضوء استكمال الاهداف المرسومة له في برنامج رئيس الدولة لتونس الغد مع العمل على مزيد الارتقاء بمنظومة الطب الاستعجالي على مستوى دعم البنية الاساسية وتنمية الموارد البشرية والاجراءات التنظيمية وتنسيق التدخلات. وفي اطار تطوير الخدمات الاستعجالية والاستعداد لمجابهة الطوارئ والكوارث يتم الحرص على تحسين ظروف استقبال المرضى والمصابين وتكثيف العناية بجميع الاقسام الاستعجالية وتجهيزها بالمعدات الضرورية لتامين سرعة التشخيص والرفع من مستوى الخدمات. وبخصوص الخدمات الاستعجالية في المرحلة ما قبل المستشفى احدثت اربعة اقسام للمساعدة الطبية الاستعجالية بكل من تونس وسوسة وصفاقس وقفصة حيث يغطي كل قسم عدة جهات ويشرف على عدة اقسام طبية متنقلة للاسعاف والانعاش. وفي مجال تامين الاسعافات الاستعجالية المتاكدة لفائدة حالات النقل السريعة تم بتعليمات من رئيس الدولة تخصيص خمس طائرات مروحية لاجلاء الحالات الاستعجالية في مختلف انحاء البلاد. وتدعم هذا القطاع بدخول مركز الاصابات والحروق البليغة ببن عروس حيز الاستغلال ومواصلة انجاز القطب الاستعجالي بالمرسى ودعم التغطية لمختلف الجهات لاقسام المساعدة الطبية الاستعجالية والمصالح المتنقلة للاسعاف والانعاش وتدعيمها بالامكانيات الضرورية. كما بادرت تونس على صعيد اشمل باحكام خطة التدخل عند وقوع حوادث كبرى ودعم التنسيق لمجابهتها من خلال وضع تشريعات تحدد الاطار العام واحداث اللجنة الوطنية واللجان الجهوية لمجابهة الكوارث والحد من اخطارها وتطويق مضاعفاتها. وتم انجاز دليل يضبط كيفية وضع المخطات الجهوية وتنسيق عمليات الانقاذ والنجدة والاسعاف الطبي على المستوى الجهوى ابان الحوادث التي تخلف عددا من المصابين وتتطلب التدخل المشترك للفرق المختصة.