أوضح وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في حديث لمجلة ”جون أفريك”، أن الجزائر تدعو دائما إلى حلول ديمقراطية وتفاوضية في إطار المبادئ الأساسية، وأبرز أن ما تقوم به في تونس وليبيا وسوريا، ليس وساطة بل نصائح وتوجيهات يقدمها الرئيس بوتفليقة الذي يهتم بكل ملفات الساعة. وأضاف لعمامرة، في رده على سؤال حول دور الجزائر كوسيط في ملف شمال مالي، أن الجزائر تدعو دائما إلى حلول ديمقراطية وتفاوضية وبكل مسؤولية في إطار المبادئ الأساسية المعروفة لدى الجميع، وقال إن الجزائر تعتمد دائما مقاربة تقوم على اهتمام أخوي، كونها لا تؤمن بالحلول العسكرية القائمة على علاقات القوة المتغيرة دون معالجة أسباب الأزمات المستقبلية، معتبرا أن المسار السياسي التعددي في مالي بصدد النجاح، بدليل التوافق لدى جل الطبقة السياسية في هذا البلد حول الطابع الجمهوري للدولة وسلامة التراب الوطني والمبادئ الأساسية للدستور، موضحا أن الإرهاب والجريمة العابرة للقارات تم التغلب عليها أو على الأقل تراجعت بفضل تجند مالي والمجتمع الدولي. وفيما يتعلق بالخطر الذي قد تشكله ليبيا، علما بأن الجماعة الإرهابية التي اعتدت في 16 جانفي على الموقع الغازي بتيڤنتورين، قدمت من هذا البلد، أكد وزير الخارجية أنه ”لا يمكن لأحد أن يحمل المسؤولية لحكومة قد تكون غير قادرة بالرغم من نيتها الحسنة على مراقبة جميع حدودها البرية”، وواصل أنه يمكن تفسير هذه ”النقائص أو الضعف” بمرحلة إعادة بناء الدولة التي تشهدها ليبيا. وأبرز الوزير لدى تطرقه إلى العلاقات مع البلد المجاور تونس، أن الجزائر لا يمكنها أن تتجاهل الصعوبات التي قد يواجهها هذا البلد، موضحا أن ”الأمر يتعلق باهتمام وعناية وليس بوساطة قصد حث التونسيين على العمل معا لتجاوز اختلافاتهم”، وقال إن ”الجزائر ورئيسها يقدمان نصائح وتوصيات وتشجيعات، ولسنا في منطق وساطة”. من جهة أخرى، وفي رده على سؤال حول الوضع في سوريا ولا سيما الاستقبال الذي خص به الرئيس بوتفليقة الأخضر الإبراهيمي، أشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن الرئيس مهتم بالقضية السورية وغيرها من ملفات الساعة، مضيفا أن ”الجزائر ما فتئت تعمل بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، غير أن عدم تدخلها لا يعني اللامبالاة”، داعيا إلى التحلي بالحكمة لجمع المتنازعين من أجل البحث عن حل وسط بدل تشجيع المواجهة والتشتت والتقتيل.