الجزائر (وكالات ): نشرت صحيفة "الخبر" الجزائرية ان الهجوم الإعلامي غير المسبوق لأمين عام الأفالان، عمار سعداني، على الجنرال محمد مدين “توفيق”، بات على ألسنة كل الجزائريين الذين يشعرون بأن الجزائر تعيش مخاضا أليما وعسيرا، وبأنها بين فكي كماشة، ويتخوفون من الآثار السلبية للمواجهة المفتوحة بين جهاز المخابرات والرئاسة. اذ ان تصريحات عمار سعداني التي خص بها موقع "كل شيء عن الجزائر" ازالت نقاط ظل كثيرة عن قضايا ظلت مبهمة في المدة الأخيرة. وأول ما كشف النقاب عنه، أن الأمر الدولي بالقبض على شكيب خليل كان سببا مباشرا في التغييرات التي أجراها عبد العزيز بوتفليقة، في فروع تابعة للأجهزة الأمنية في سبتمبر الماضي. حديث سعداني بأن خليل “من أكفأ الإطارات الجزائرية”، ينبغي قراءته كالتالي: “خليل من أصدقاء رئيس الجمهورية ومن المقرّبين منه، وبالتالي ممنوع على جهاز المخابرات وعلى أي جهة في البلاد، التعرض له بسوء والأمر الثاني الذي وضعه سعداني نصب عينيه، هو استهدافه جهاز الأمن الداخلي الذي صوره ك«شيطان” يزرع الفتنة في البلاد. وقد حرص على إبعاد مصلحتي الأمن الخارجي وأمن الجيش من الحملة الحادة التي شنها على “توفيق”. فهل هي محاولة لزرع الانقسام داخل الأجهزة الأمنية العسكرية ل”الاستفراد” بالفريق مدين، تمهيدا لتنحيته من قيادة المخابرات ويمكن فهم هجوم سعداني على “توفيق”، على أن الأخير يرفض تولي أحد اتباع بوتفليقة الحكم وليس بالضرورة عهدة رابعة، فالرئيس مريض ولا يقوى على أعباء عهدة رابعة، ولكن محيطه مصمم على أن تبقى الرئاسة تدور بين رجال بوتفليقة، وفي كل الأحوال، يتضح أن الاضطراب والخوف يسكن “الفريق الرئاسي” الذي يخشى من ضياع الحكم ومنافعه، إن تمكن “توفيق” وجهاز الأمن من فرض شخص من خارجهم. وفي هذه الحالة، سوف لن يأمن عناصر هذه الفريق عدم التعرض للمتابعات القضائية ولتصفية الحساب إن تم إقصاؤهم من الحكم بعد 17 أفريل المقبل.