عاد السيد ياسين بوذينة نائب رئيس الجامعة التونسية لكرة اليد في بداية الأسبوع من القاهرة بعد رحلة كان الهدف منها الاجتماع بمسؤولي الاتحاد العربي لكرة اليد لكن بوذينة استغلها لتطويق الأزمة التي نشأت مع الكنفدرالية الافريقية وخصوصا مع الاتحاد الدولي لكرة اليد في شخص رئيسه حسن مصطفى. وكانت شرارة هذه الأزمة قد اندلعت خلال الدورة الترشيحية لأولمبياد أثينا والتي احتضنتها العاصمة الأنغولية لواندا من 16 الى 20 سبتمبر الجاري حيث حصلت تجاوزات من أعضاء الوفد التونسي لاعبين ومسؤ ولين مما أفرز عقوبات صارمة من الكنفدرالية الافريقية تمثلت في حرمان هيكل مقنم من اللعب قاريا لمدة سنتين ومعاقبة ذاكر السبوعي ومكرم الجرو بعام واحد ومعاقبة راضي رحومة ب3 سنوات وتغريمه ب1600 فرنك سويسري. هذه العقوبات صدرت للإشارة دون احترام الشروط القانونية حيث لم تبلّغ بها الجامعة غداة المباراة صباحا ( س 9) مثلما تنص عليه قوانين الكنفدرالية لذلك قرر المكتب الجامعي الاتصال بكريستوف يابو رئيس هذا الهيكل القاري لاقناعه بضرورة مراجعتها واقناعه بقساوتها وعدم تلاؤمها مع الأحداث التي جدت لكن وقبل ذلك لم تتردد جامعة اليد في اتخاذ الاجراءات المناسبة حتى لا تتكرر التجاوزات حيث أقصت عصام تاج من منتخب الأكابر وأبعدت المرافق راضي رحومة نهائيا. »الشروق« لتجاوز الأزمة بتاريخ 23 سبتمبر أي أيام قليلة بعد انتهاء منافسات الدورة المؤهلة الى الأولمبياد كتبنا لنؤكد رفضنا المطلق للتجاوزات الحاصلة ونطالب جامعة اليد برد الاعتبار لحسن مصطفى الذي قال كلاما ممتازا جدا عن تونس وجدارتها بتنظيم مونديال 2005 لكرة اليد وتحمل جراء ذلك انتقادات لاذعة من الصحافة الألمانية خصوصا... هذه الكلمات الصادرة ب»الشروق« حملها معه السيد ياسين بوذينة إلى القاهرة رفقة مقال آخر لأحد الزملاء واطلع السيد حسن مصطفى عليها وهو ما خفف وطأة الغضب الذي أبداه رئيس الاتحاد الدولي ونحن إذ نورد هذه المعلومة فإن هدفنا هو اظهار أهمية أن يساهم الجميع في نزع فتيل الأزمة الحالية مع الاتحاد الدولي والكنفدرالية الافريقية بما يخدم مصلحة كرة اليد التونسية أولا وأخيرا. الأسوأ لم يحدث لئن أصدرت الكنفدرالية عقوباتها التي أشرنا اليها فإن الاتحاد الدولي كان يعتزم بدوره اتخاذ قرارات تأديبية أخرى... هذه حقيقة تأكدنا منها وتخيلوا معنا الانعكاسات السلبية لمثل هذه القرارات لو صدرت ولو لم يسافر السيد ياسين بوذينة الى القاهرة ولم يلتق حسن مصطفى ليقدم له مكتوبا رسميا من الجامعة يتضمن أسف المكتب الجامعي للأحداث الجارية واعلاما بالعقوبات التي فرضها من جانبه... سفرة ياسين بوذينة كانت اذن مفيدة جدا بل حاسمة وقد اقترنت بعقد جلسة خاصة بين حسن وبوذينة بحضور عدد من أعضاء الاتحاد المصري لكرة اليد كانت مناسبة للتأكيد مجددا على الاحترام الشديد الذي يحظى به رئيس الاتحاد الدولي في تونس وتقدير جميع التونسيين للمواقف التي عبّر عنها والتي تصب كلها في اتجاه التأكيد على أهلية بلادنا باحتضان المونديال. تعزيز العلاقة وتوطيدها من المفروض أن تزور بلادنا خلال الفترة القادمة بعثة من الاتحاد الدولي للوقوف على استعداداتنا للمونديال والمطلوب هو اغتنام هذه الزيارة لتوطيد العلاقة أكثر مع هذا الهيكل الدولي والتعبير مرة أخرى عن حفاوة الاستقبال وإبراز مكانة كرة اليد في تونس و نقترح مثلا اجراء مباراة السوبر بين النجم والافريقي على هامش هذه الزيارة. مصر تقدم ترشحها ما دمنا قد تحدثنا عن زيارة ياسين بوذينة الى القاهرة وما حف بها من معطيات وتطورات فلا بأس من الاشارة الى المعلومة الأخرى الهامة التي ارتبطت بها والمتمثلة في تقديم مصر بصفة رسمية ترشحها لاحتضان بطولة افريقيا للأمم 2004 ليصبح التنافس على احتضان هذه التظاهرة تونسيا مصريا مع العلم أن موعد اجراء هذه البطولة هو أفريل المقبل وان آخر آجل لتقبل الترشحات هو 30 سبتمبر الماضي. الترشح المصري خلط إذن الأوراق وكنا كتنبا في مقال سابق لنقول أنه لا داعي لاستباق الأحداث فالمفاجآت واردة وقد ترد على الكنفدرالية طلبات للتنظيم قبل الأجل المحدد. عموما أيا كان البلد المنظم فإن المهم هو أن البطولة ستجري في بلد عربي وفي جو أخوي فنتائج المباريات الرياضية سرعان ما تدخل طي النسيان لتبقى روح الأخوة طاغية وهذا المهم والأهم في نفس الوقت.